العدد العاشر - ربيع 2010م

   
 

 آخر الكلام
 

متوجةً كعاصمة للثقافة الإسلامية
 "تريم" مدينة الترانيم السرمدية (لقراءة المقال بصيغة أكروبات)
     

                                 همدان دماج
                                     رئيس التحرير  
 

لخطاكَ في مدينةٍ، كـ"تريم"، وقعٌ خاص، له رنينٌ من فضةِ تاريخٍ يأبى النسيان، وبهاءٌ من ذهبِ الطين الذي يعلنُ عن هويته المتجذرة في الزمان وفي البيوت، وأساطيرَ ما تزال تتنفس برئة الحاضر. يكاد فضاؤها المكتظ بسحر السكينة وأطياف الهدوء أن يوشوش في أذنيك بكلماتٍ من نور.

هكذا وجدنا "تريم" ونحن نحث الخطى قادمين إليها محتفين بإعلانها عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2010م. نستكشف ترانيمها وخشوعها الأزلي، نشتمُّ عبق التاريخ وقدسية الأمكنة، نلتمس عطراً له رائحة البخور وقوافله القديمة، وطيب أهلها الطيبين. لكأن هذه المدينة، الممتلئة بالأربطة والأروقة الدينية وحلقات الدرس، المتكئة على هضاب وادي حضرموت الساحر، خُلقت للعلم، ولا شيء غيره.

هي مدينةٌ راسخة في سكينتها، متواريةٌ عن الأعين التي لم تألف الجمال، متأنقة بألوان الخليقة الأولى، متلألئة بخصوصية تخاف على نفسها من عبث الزمن وأهله، فاتحة ذراعيها لدهشة وإعجاب المحبين.

فلها، لضوئها السرمدي، لأزقتها المكتنزة بالأسرار، لمآذنها السامقات، لترانيم طلبة العلم فيها، لخشوع الأزمان المتعاقبة في فضائها، لأهلها الطيبين... كل التحية والمحبة والعهد الجميل من "غيمان"، وهي ترقب الغيم الذي يصافح ناصية بيوتها الطينية الرائعة، وأشجار نخيلها السامقات في عامها كعاصمة للثقافة الإسلامية، وفي كل عام.