متابعات
عندما
تلبس الذاكرة ثيابها..!!
()
همدان زيد
دماج
"تستيقظ
الحقيقةُ
في
الطبيعة
عاريةً.
في
الكتاب،
تلبس
ثيابها."
أدونيس
عن
المركز
الوطني
للوثائق،
صدر
مؤخراً
كتاب
«شذرات
غنائية
من
الذاكرة
الشفوية
اليمنية».
وهو
كتابٌ
تم
الإعداد
له
منذ
سنوات
طويلة،
وبُذلت
فيه
جهودٌ
حثيثة
ومتأنية
لجمع
ما
توارثته
الذاكرة
الشفهية
اليمنية
من
أغان
وأهازيج
شعبية،
في
شكل
أبيات
شعرية
مستقلة
تم
ترتيبها
أبجدياً،
من
مختلف
المناطق
اليمنية
والشرائح
الاجتماعية.
وقد
أعد
الكتاب،
الذي
جاء
في
159 صفحة
من
القطع
المتوسط،
كلُّ
من
الأديب
محمد
قاسم
المتوكل،
والأستاذ
القدير
علي
أبو
الرجال
الذي
عرفناهوما
يزال،
شغوفاً،
بتوثيق
التاريخ
والتراث
اليمني
خلال
سنوات
كثيرة
من
العمل،
وأخيراً
عبر
ما
يقوم
به
المركز
الوطني
للوثائق
الذي
يترأسه.
كما
شارك
في
إعداد
الكتاب
وترتيب
الأبيات
الأديب
عبد
الحميد
محمد
المهدي.
في
هذا
الكتاب
نقرأ
ما
سمعناه،
وما
لم
نسمعه،
من
أغاني
الرعاة
والعاشقين،
والنساء
اللواتي
زرعن
الأمل
في
وجه
الظلام،
اللواتي
رسمن
آلامهن
وأحلامهن
في
شاعرية
بديعة.
أمهاتٌ
كُنَّ،
وعاشقات
أطلقن
صرخاتهن
من
وراء
النوافذ.
لم
يذبل
توقهن
للحرية
رغم
عطش
الانتظار
لمن
سافروا
بحثاً
عن
لقمة
العيش.
ولم
يسكت
خفقان
قلوبهن
رغم
وحشة
الحياة.
أبه
أبه(1)
خزّن(2)
ولف
قاتك
والعز
والناموس
في
بناتك
أشتي
أزورك
واطرح
العلايم(3)
واقّبّلَكْ
في
الثغر
وانت
نايم
حنيت
يا
قلبي
وزاد
حنيني
لا
عد
نفع(4)
عهدي
ولا
يميني
شبَّ
النفير
وما
دريت
ما
قال
الحب
فتنة
والفراق
قَتّال.
أغان
تناقلتها
الشفاه
في
القرى
والمدن
عبر
سنوات،
وحفظتها
ذاكرة
شعب
عريق
لم
تهزمه
ظروف
الزمن
ولا
قسوة
الحياة.
أغان
كتبت
بحساسية
مرهفة
تمتزج
فيها
العاطفة
بالطرفة،
ويمتزج
فيها
الخاص
بالعام،
مؤرخة
للزمان
والأحداث
التاريخية
والأمكنة
والمفردات
المحلية
التي
استمتعنا
باسترجاع
بعضها
من
الذاكرة،
والتعرف
على
بعضها
الآخر،
خاصة
وقد
امتلأت
الهوامش
بشرح
معانيها
وخلفياتها
التاريخية.
يا
راديو
لندن
يا
عالي
الصوت
قل
للحبيب
يرجع
قد
شايجي(5)
موت
البازية(6)
قد
بطلوا
هواها
ما
بش
حلا
والوزوزي
قفاها(7)
بندر
عدن
يا
ريتني
معدِّن(8)
يا
ريتني
جنب
الحبيب
مخزِّن
جبلة
وإب
والثالثة
المخادر
وذي
السفال
تسلِّي
الخواطر
قد
قلت
لك
ماشي(9)
وقلت
إلاّ
ما
يخلطوش
بين
الزبيب
قِلاّ(10).
هي
أغان
وأهازيج
لذاكرة
شفوية؛
لكنها
لحسن
الحظ
لم
تعد
كذلك
بعد
أن
تضمنها
هذا
الكتاب
البديع،
ولم
نعد
نخشى
عليها
من
الضياع
في
أمواج
الزمن
الذي
يسير
بوتيرة
لا
تجاريها
قوارب
الذاكرة.
ها
هي
إذاً
أغاني
آبائنا
وأمهاتنا
محفوظة
لنقرأها
وتقرأها
الأجيال
القادمة.
بالله
عليك
يا
طير
يا
رمادي
صُفَّ
الجناح
وردني
بلادي
شاسايرك(11)
لا
مفرق
الطريقين
ومن
قرح(12)
يقرح
من
الوريدين
شاموت
عطش
والماء
قبال
عيني
يا
رب
أحكم
بينهم
وبيني.
وأخيراً،
وكما
يعكسه
عنوان
الكتاب،
ما
تزال
هناك
أغانٍ
شعبية
أخرى
تتناقلها
الشفاه
وتنتظر
من
يخلصها
من
مصيرها
المجهول،
آملين
أن
تتضافر
جهود
جميع
المهتمين
بهذا
اللون
الفني
لتدوينها،
علها
تجد
مكانها
في
إصدار
جديد
من
هذا
الكتاب
المهم
والممتع
في
آن
واحد.
هوامش
(1)
أبي
أبي.
(2)
خزن:
أمضغ
القات.
(3)
العلايم:
العلامات.
(4)
لا
عد
نفع:
لم
ينفع.
(5)
قد
شايجي:
سوف
يأتي.
(6)
البازية:
الأم
الحاضنة.
(7)
الوزوزي
قفاها:
صغيرها
لا
يفارقها.
(8)
معدّن:
مسافر
باتجاه
عدن.
(9)
ماشي:
لا.
(10)
قلا:
فول
مجفف.
(11)
شاسايرك:
سأسير
معك.
(12)
قرح:
انفجر
غيظاً.
|