العدد الثاني - ربيع 2007م

   
 

نصوص

مدافن الناي (لقراءة المقال بصيغة أكروبات)

                                                   أحمد الزراعي

إلى صديقي الشاعر «محمد حسين هيثم»، في بهاء الرحيل.

 ألّبتُ الزرنيخَ
 لفهم جهات عيوني
رميتُ الأسفلت لذكرى
العربات الميتّة

أكّدت الإمساك بحجر
لا يزال يؤرخ نعومة الهواء
الحجَرُ سقط من سماء الباطن،
ولم يزل، بعد، ساقطاً
   في الظاهر
قوَّضتُ عيون بنات آوى
لأصابعي المزدحمة
بموت الجدران.
آخيت الطرقات البعيدة
بقدمي، وقدت النهر
في نظراتي إلى ماعز خضراء
تلك الماعز التي قضمت ذات يوم
  نعناع قلبي الأخضر..

 

الفرح بوابة فهم العاشق
متأبد النعاس بعين البنت

ومغاور العاشق
مدافن رسائل
لا شيء يصل دون مجازفة
تأكدت البارحة أنني جازفت بأزمنة
لأعرف دقيقة واحدة لم تأت بعد!
سلّمت بشجاعة في جهة الموت
قلتُ لأصدقائي:
الموت وحده
عزاء الحبّ الغابر،
الموت جدث حياة لم نفكر فيها بعد...
الموت وليمة أصابعكم
في خبايا الذكرى..
الموت وليمة أصابعي
حين تفكر في تقشير فاكهة لكم،
   لأراكم حولي
حين أبكي لأشدّ
الهاوية من الضباب
حين أكون في مواجهة الناي.