نصوص
في ملتقى الكائنات
()
عبد الوهاب
الحراسي
شاعر من اليمن.
ما الذي فعله (العم سام) بكم أيتها الكائنات
القلقة
الضوئية؟
هل
تحولت عن الشِّعر إلى شيء آخر
كالشعر
مثلاً، كي تحتمل الاختناق والعبث
لكي
لا تتحول إلى... ما لو رآهُ الوقت
لانتفض
من هيئته!؟
ريما
ستبقون أنتم أنفسكم
تلك
الكائنات
والتي
تجيء بصيغات مختلفة
إلى
هذا الحد من التشابه
إمّا
ملغومة حزينة
أو
مفعمة مكسورة
أو
عالية مجروحة –كقناديل حوارى المدن القديمة- تنز أشعتها في آخر الليل.
وإمّا
تجيئون منسلين من دم الذاكرة
أو
تجيئون وفوداً
تعبرون
التضاريس زرافات عارية
أمام
الكاميرات الفيدرالية
أو
تجيئون، سِرّاً،
فرادى
كأيتام
يبحثون عن ملجأ
أو...
هل
أنتم هنا؟
20/4/2006
تكلّس
الصلاة
هو
مثلنا
لا
يفكر بحك خوفه
لا
يشعر بأنه شرنقة بلادته
وحين
يتلصص سائق في الصمت
فراراً
من عيوننا
وهرباً
من صراخ طفل
يكابد
فضاعات الألم وحيداً
فنحن
مثله
نغمز
للسائق
لنسلم
عنه تعويضاً للطفل
عن
تينه المتناثر خلف العجلات
هكذا
كي
نشعر بأن أرواحنا طيبة.
2/7/2004
أرصفة الحزن
جبينكَ
ليس احتمالاً، فقل لي
أيُّ
خيانة غسّلت جسدك في حماس الشظايا،
ربما
كنتَ لِتَدْري بأنك أصبحت على بُعد
دمعة
من طعنة الأهل تنام!
لكن.
ها أنت ذا أمام زغاريد الغدر
وتنصتُ
لتراتيل التَّكذيب!
كيف
تقوى على هذا الجنون الفسيح؟
إحدى
رئتيك مسلّة برْد
والأخرى
ما خلّفته الفجيعة:
غبار
يفترش الصمت
ولئن
قرأوا فاتحة انتهاشك
فقد
كان ليلكَ مشطوراً بين
عمرك
المصلوب بمسامير البغتات
وبين
الإيمان الوارف بالصبر على شوكة الحب،
بينما
الصباحات هاجسك المنَسَّق للدمع المشرق.
دمك
مصاب بالخريف،
والوردة
تتفتح في شفتيك!!
أشهوة
العتق أم غرق جميل ما تُكابد!؟
إفتح
كتاب الضوء لتوقف معراج سقوطك.
هَدِّم
وجه الإفتاء؛ فأنت الآن:
عاصمة
السكينة والصلوات،
فارس
المخذولين... تتضرّجُ في شرفة الابتسام
أسطورة
تُفجِّرُ تناهيدنا
كلما
مرّ بأوقاتنا طيف جرحك.
26/5/2004
رُهاب
(إلى
روح الشاعر المغربي محمد الطوبي)
مُتْ
حكمة بالموت.
أو
مت مفعماً بالحياة
هكذا
غيلةً، لكن
كيف
تعيش ثوانيَ
في
روعٍ من الظلمة والبرد!؟
الشتاء،
موت.
انقطاع
الكهرباء أهم علاماته،
ولرمضان
سكون جامد.
آهِ
يا ربي...
كم
نريد موتاً ساخناً كالعراق!
إنْ
كانْ...
فلنبتهجْ،
نغني
ونعشق
في رمضان؛ أو
فلنمارس
كتابة وصايانا
ولنقبّل
صغارنا
ثم
ننتظر...
ننتظر
في الظلمة
ننتظر
في البرد
ننتظر
في كل الظلمة والبرد
ننتظر...
ننتظر...
حتى
يسقط السقف، فجأةً، علينا؛
أو
نُصابُ بالجنون
من
شدة الإمساك.
20/10/2004
|