العدد الرابع - ربيع 2008م

   
 

نصوص
 

قصيدتان (لقراءة المقال بصيغة أكروبات)

                                                                              

                                         ظبية خميس
                                                      شاعرة من الإمارات .

1- بضاعة النفس

أتراها الأمكنة

تلك التي تفضح شحوبنا

ورغبتنا في الإياب؟

أتراها الأمكنة

تلك التي نتوق للانعتاق منها

التي تتخذ طعماً ما في حلوقنا فيما بعد

عندما نتذكرها

الأمكنة تصنع أشواقنا، تكشف خبايانا

تعرفنا على من نحن بقسريتنا

المفاجئة، وميولنا التي لم نعترف بها،

انتمائنا المحدد للأشياء، والأماكن،

والأصدقاء.

بضاعتنا القديمة التي ردت لنا عبر

الرحيل.

متأنية في ألمي

أسعى إلى كشف أغوار ذلك

العمق الذي لا أعرف له قاعاً

كي أواري بعيداً.. بعيداً ظل الكائن

في وحدته

تدرك أنك تصنع أصواتاً

كلمات

لهاث

تدرك أنك تصنع احتكاكاً ما

خفيفاً، وسطحياً

سرعان ما تتوارى حرارته.

تدرك أن الأحلام تجلب لك

مخلوقات لا تعرفها

وأراضي تتوه فيها، لن تعرفها.

 

2- يا لها الأرواح!

أفرد ما في جعبتي

كما يفرد المساء ظلاله

أتكئ على فيء المخيلة

يا لها الأرواح! كم هي صاخبة

في حياتها، وفي مماتها، أيضاً!

أرتاح لغربتي...

لضمير الأنا الضارب في تيهه.

أملأ كفي بالينبوع

وأغمس نوري في عين الماء.

لا يدرك المتسول كم هي ثروته.

أعانق أشباح الكلام

تلك العالقة في البئر السحيقة

نحن أشباهها التائهة

الحاملون لأبجدية ماضيها

المسرفون على أنفسنا في شتات

الشرايين والأوردة

لا نشبهكم حتى في تمثيلياتنا التاريخية

العمامة، والسيف، والفصاحة الملفقة.

لا نجرح الأفق بصهيل خيولنا

ولم نعد نعرف من هم العرب والعاربة.

نختبئ وراء أسمائنا

ونحفر في قبور الحياة مثل قناص أضاع

فريسته.

كيف يعلو النشيج كي يخرج الليث

 من أدغاله؟