العدد العاشر - ربيع 2010م

   
 

نصوص
 

عَنْقَاءُ مَشْرِق.. مَزَامِيْرُ فَجْرٍ مُخْتَلِف (لقراءة المقال بصيغة أكروبات)
 

                                                    أحمد الزراعي
                                                     شاعر من اليمن

 

ثَلاثُونَ عَامَاً وَجُرحُكَ يَكْبُرُ مِثْلَ الكَلامِ

وَتُزْهِرُ فِي رَاحَتَيْكَ الغُيُوْبُ

تَبْكِيْ إِذَا سَمِعَتْكَ الأَغَانِي

مُثْقَلاً -هَكَذَا- بِفَدَاحَةِ أَرْضٍ

نَخِيْلُ سَنَابِلِهَا مِنْ دِمَاكْ

تَلْمَعُ فِيْكَ الأَغَانِي

وَيَغْرُبُ فِيْكَ الزَّمِانُ البَعِيْدُ

لا حَدَثٌ سَوْفَ يَكْبُرُ/ مِثْلَ الهَوَى

كَانَ الهَوَى مَرْمَرَ اللَّمَعَانِ الخَفِيِّ إِذَا رَدَّدَتْهُ

مَفَارِجُ صَنْعَاءَ..

ثُمَّ جَاءَ بِكَ الوَقْتُ فِيْ ظِلِّهِ

فِي رَبْوَةٍ لِلزَّمَانِ العَظِيْمِ

فَانبَجَسَتْ عُيُوْنُ المِيَاهِ

مِنْ حَجَرٍ فِيْ جِبَالِ «حَجُوْر»

هَطَلْتَ اخْضِرَارَاً وَمَا كُنْتَ تَدْرِي

كََيْفَ تَؤُوْبُ اللُّغَاتُ إِلَى سَفْحِهَا المُتَنَاغِمِ

فِي الأُقْحُوَانِْ..

هَلْ زَفَرَتْكَ المَسَافَةُ فِيْ بِئْرِهَا

بِالصَّـلَوَاتِ القَدِيْمَةِ فِيْ آخِرِ اللَّيْلِ؟!

وَهَلْ فَتَحَ العِشْقُ نَايَاتَهُ الأَلْفَ

فِيْ ظُلْمَةِ الصَّوْتِ أَوْ لَمْعَةِ المَوْتِ؟!

لَسْتُ أَدْرِيْ!

مَحَوْتُ الحُرُوْفَ الَّتِيْ جِئْتَ مِنْهَا

وَمَحَوْتُ الحُرُوْبَ الَّتِيْ سَوْفَ تَأْتِيْ

وَأَدْرَكْتُ أَنَّ الحَقِيْقَةَ:

وَهْمُ الْكِتَابَةِ

شَجَنٌ غَابِرٌ فِيْ السَّرَابْ

سِرُّ الدَّمِ المُتَخَثِّرِ فِيْ رَبَوَاتِ الزَّمَانِ

نَصْلٌ قَدِيْمٌ تَنَاسَلَ فِيْ المَوْتِ

أُفُوْلُ المَمَالِكِ فِيْ شَجَنِ الشُّعَرَاءِ

ظُلُمَاتٌ تَسِيْرُ إِلَى ظُلْمَةٍ كَيْ تُرَتِّقَ

هَذَا البَهَاءَ..

لِكَيْ يَلْمَعَ النُّوْرُ يَأْتِيْ بَطِيْئَاً..

يَدْنُوْ رُوَيْدَاً،

وَيَعُوْدُ الظَّلامُ إِلَى أَصْلِهِ

فِيْ المِيَاهِ البَعِيْدَةْ.

 

 < 4/ 4/ 2009

 

 

 «حجور الشام»: منطقة في محافظة حجة - اليمن.