نصوص
خزّاف
الرّماد ()
رعد السيفي
شاعر وأكاديمي من العراق
أراني
توهّمتُ؛
فالدّارُ
ليست
بداري
ولا
الأهلُ
أهلي...
ولم
يكُ
لي
في
زوايا
المكانِ
حضورٌ
تراءى
لهم
في
المرايا
ولم
أكُ
ملءَ
الحنايا،
غداةَ
التقتني
تضاريسُها
تكادُ
تشفُّ
التّضاريسُ،
توقظني
صبوةُ
الحُلْمِ
- وجداً،
فأبكي
زمانَ
العلوِّ
على
ضفةِ
النّهرِ
يومَ
ظمِئنا!
وكنّا
نُسيِّجُ
أضلاعنا
بالينابيعِ،
نرفو
الشّباكَ
لعلَّ
السّفائنَ
تأتي
تشقُّ
التّصحّرَ
في
أفقنا
فننثالُ
قطراً
يهدُّ
فَمَ
العاصفةْ!
كي
نُحسَّ
بنشوتِنا
الزّائفةْ!!
سألتُ
العبارةَ
وهي
تضيقُ،
-وكُنّا
معاً
في
لظى
الحرفِ
سوسنةً
ظامِئَةْ-
جُملةً
طارِئةْ!
كي
أُرتّقَ
عُريَ
القصائدِ
وهيَ
ترجُّ
المعاني
الدفينةْ
لأنّا
معاً...
قابعانِ
كظلٍّ
تهاوى...
وغطّى
فضاءَ
المدينةْ!!
يعاودني
الصحوُ
بيني
وبينكَ
دربٌ
تحنظلَ
من
فرطِ
وحشتِهِ..!
سألتُ
الصّباحَ...
حمائِمَهُ
الصّاعداتِ
لبرجِ
المدينةِ:
كيفَ؟
وكيفَ
تَسَلَّلَ
طوفانُ
جمركَ
كي
يستبدَّ
بزنبقةِ
الرّوحِ،
وهي
تدور
بمأمنِها
-دافئاً
كان
مأمنُها-
في
الزّمانِ
الجريحْ؟
ليتَ
لي
بعضَ
حنجرتي
كي
أصيحْ!!
كيفَ؟
وكيفَ
تَسَلَّلَ
غيمُ
الهباءِ
لفردوسِنا؟
وكيفَ
استبدَّ
بنا
قلقٌ
أزرقُ
الّلونِ
حتّى
أحالَ
سماءَ
القصيدةِ
حقلَ
رمادْ
وبوحَ
البنفسجِ
في
لوحةِ
العمرِ
جمراً
وشهقةَ
ذاك
البياضِ
غُبارَ
حصادْ!!؟
سيبقى
يُراودكَ
الّليلُ
حيثُ
السّواحلُ
خاليةٌ
والبراري
بلا
لونِ
تنأى
وأنتَ...
كظلِّ
نهارٍ
بلا
ذاكرةْ
فأبصرُني
واقفاً
يقشِّرني
الصّبحُ،
يسحبُني
الضّوءُ،
أعدو...
تماهلني
نجمةُ
الصّبحِ،
وهي
تغيبُ،
فأبقى
أفتِّشُ
في
الظلِّ
عن
لؤلؤٍ
نرجسيّ
التّوهّجْ.
تماهلني
نجمةُ
الصّبحِ
ثانيةً...
تقودُ
خطايَ
إلى
الغبشِ
المشرئبِّ
ببردِ
الحدائقِ،
والنّسوةِ
الحالماتِ
بنهرِ
البنفسجِ
قربَ
العريشةِ
حيثُ
ظلالُ
التّفجِّعِ
تسكبُ
قهوتَها
وتتلو
النّشيدْ!
إلى
أينَ
تمضي
الحمائمُ؟
إلى
أينَ
يمضي
بيَ
الصّبحُ؟
إنَّ
العريشةَ
خاويةٌ
والظّلالَ
التي
أهدرتْ
فتنةَ
العمرِ
-سرّاً-
تدورُ
بنعشِ
العروشِ
الأثيرةِ
وهي
تُحدِّقُ
بالأُفقِ،
حيثُ
أنايَ
تَشظَّتْ،
وأسرى
بها
الظاعنون
إلى
حيثُ
تنسى
الغوايةُ
أسرارَها!
وحيثُ
فِخاخِ
الهواءِ
المكدَّسِ
في
الأسئلةْ!
لألقى
البلادَ
التي
باعدتني
لتذهبَ
ريحي
فأغدو
كظلٍّ
يدقُّ
بمخلبِهِ
في
خرائبَ
روحي!
ليُشعِلَ
زُغْبَ
القصائدِ،
حبرَ
الرّسائلِ،
لونَ
الخيولْ،
فينكسرُ
الضّوءُ
مثلَ
جناحينِ
لا
يُفضيانِ
لبعضِهما
في
الأفولْ!!
إلى
أين
أمضي؟!
سيّانَ
أمرُ
النّهاراتِ،
ذلك
أنَّ
الغناءْ
يَؤُمُّ
البكاءْ
فذاكَ
أخي..
هيّأ
السّيفَ،
أَحْكَمَ
طعنتَهُ..
فأيقظَ
قيصرَ
في
دمعتي!
باعني
قبلَ
أنْ
يُسفِرَ
الصّبح
تَسمَّعتُ
خطوتَهُ،
أدخلَ
الطّارئينَ
إلى
جسدي
أيقظوا
شَجَرَ
الصّمْتِ
من
حزنِهِ!
أزاحوا
عن
الرّوحِ
قشرَتَها
تَنَفَّسَ
حرفُ
الجيادِ
ففزَّتْ
صخورُ
الزّهورِ،
كجمرٍ
تعرَّى
وجرَّدَ
من
عزلةِ
الغيمِ
ضوءاً
ليمضي
السّؤالُ..
يفتِّشُ
عن
كوّةٍ
يشدُّ
على
جسدٍ
توَّجتهُ
الرّماحْ
بوردِ
الجراحْ!
متى
يشربُ
البوحُ
لونَ
التّوهّجِ؟
متى
يأخذُ
الصّمْتُ
ظِلَّ
الكلامْ؟
قليلاً...
سيخضَرُّ
غيمُ
الغيابِ،
ويَنْبُتُ
من
صهوةِ
الضّوءِ
خيطاً
يَشِِعُّ..
يُعيدُ
الزّمانَ
إلى
هدأةٍ
ضيّقةْ!
لِيَنْزَعَ
من
حرفهِ
ثمراً
يابساً
يأكلُ
الحزنُ
منهُ
ويُسْقيَ
أفراسَ
ذاكرتي
ندماً
طازجاً!
كي
أرى..
كيفَ
ينسجُ
خزَّافُ
حقلِ
الرّمادِ
أكاليلَهُ
لِيُسْكِنَ
بينَ
العباراتِ
شيطانَ
أسرارهِ،
يُراقبُ
أجنحةَ
الطَّيْرِ
تعرى...
فتسقطُ
زينتُها
في
لظى
الصّمتِ،
حيثُ
السّواحلُ
خاليةٌ
من
سنا
الطَّيْرِ،
بينا..
على
رأسِ
خزَّافِ
حقلِ
الرّمادْ
دمُ
الطَّيْرِ
يعلو
لينسجَ
إكليلَهُ
من
خيوطِ
السّوادْ!!
آب
23/5/2009
|