العدد العاشر - ربيع 2010م

   
 

نصوص
 

كلما (لقراءة المقال بصيغة أكروبات)
 

                                                    عباس مزهـر السلامـي
                                                  شاعر من العراق

              (1)

كلّما مررتُ على قلبي

استوقفَتني الخرائب فيه

كلّما دنوتُ...

 ساءَني سربُ المواجعِ

تحت سدرته المُشتهاةْ.

- أنا من صفائح طيعةٍ، رقراقةٍ!

قالها

- لستُ من رماد

لدمي حيثما اخضلَّ جرحكَ

عطشٌ،

لارتوائي حين يستيقظ الجدبُ فيكَ

دمٌ يابس.

              (2)

كلّما مررتَ عليَّ

تناسيتُ بوحي وما خطّت الريحُ

فيَّ الخراب،

أراني توسدتُ نبضي

وألقيتُ فيـكَ الحياةْ.

              (3)

كلّما انتشلتُ قلبي من محطاتٍ عبرتهُ

ونكثتُ عنهُ غُبار الانتظار،

كلّما استعدتهُ إليَّ،

وألبستهُ أضلعي

فـرَّ منـي

توارى وراح يبحثُ في المنتهى

عن مداه.

              (4)

 كلّمـا ازدانتْ الجدران بالشقوق

حسبتُ -واهماً- أن باستطاعتها

أن تمنحني مروراً سهلاً

قبل أن يرتدّ للعزلة طرفها.

              (5)

كلّمـا أرخيتُ لهاثي

وحاولتُ أن أنفضَ

ما علِقَ بي من مسافة

استقبلتني العزلة بوابل

من الجدران.

              (6)

كلّما غافلتني الجهات

تمنيتُ لو كان لي هامشٌ

باتجاهي.

               (7)

كلَّمـا أثبَتَ دمي سريانَـــهُ

نبتَتْ على ضفتيه المخالبْ.

              (8)

ياه!

كلّمـا تطلعتُ لي

أراني بين جدرانــــــــي.

              (9)

كلَّما تلقفتُ غيمةً

وعلَّقتُها فوق جدبـي

كانت السماء لا تكلّ من زرقتها

فتسّاقط غيمتي دون حفيف!

              (10)

كلّما توسلتُ النسيان

ضجَّتْ الأماكن بالصور

أراني أخيراً

أتربّعُ مهزومـاً

على دكة الذاكرة.

              (11)

كلّما لوّحَتْ لي العتمة

رتبتُ شرفتي

على ظلمةٍ قادمة،

فكل ما تشتهيه العتمة مني أنا وفتحة

أعارتني الضوء.

              (12)

كلّما حاولتُ فك شيفرة الشمع

همس الشمعُ

إن دمعي ضياء

من يومها

كلّما تذوَّقْتُ بكائي

شعرتُ بالحرج.

              (13)

المرايا لا تعبأ أبداً بما نُخبئ

عادة المرايا الرد بالمثل حد الهتك

المرايا أكثر الموجودات عرياً

تضاريسها خطيئة،

لذا

كلّما اقتربتُ

تركتُ يديَّ تفكران ملياً

قبل أن أشهر سوأتي.

              (14)

كلّما نفضتُ خاصرتي

 أشارتْ الحرابُ إليهمْ.

              (15)

كلّما سيّرتها وسط الحشود

انسلَّتْ جثتي وفرَّتْ إليّ.

              (16)

كلّما استنطقني الحزن

لذتُ -عبثاً- بالبكاء

فارتبكتْ دمعتـي.

              (17)

لا ذنبَ

للنافذة التي رسمتُها

فكلّما علَّقتُها

تكسّرَ الضوء

وفرَّتْ الزقزقاتْ،

من الآن فصاعداً

لن ألتمس العذر لها

كلّما توجَّسَتْ ريبةً

منها السماء

              (18)

منذ ما يقارب العمــــــر

وأنا أرتِّب ظلي

كلّما أنَخْتُ...

دارت الأرض دورتها

واعتراني العراء.

              (19)

تسيّرنا الرتابة كما تشتهي

كلّما حاولنا ترتيبنا

ترانا -على مضضٍ-

نجاهر باقتراف الضجـــر.

              (20)

الملامح ليست وحدها التي

دحرجتني تحت خيمةٍ قاحلة

كلّما هممتُ...

صدَّنــــــي السراب.

              (21)

ألأني حملتها في دمي

منذ عشرين جرحاً

كلّما أومأَتْ

ضجَّ فيها فمي؟

      -كلّمـــا-     

كلّما تأملتها (فوق) تذكرتُ نيوتن،

كلّما تلمستها (تحت) تراءى لي الشيطان

ملأتُ بها فمي

فما تذوَّقتُ طعم الغواية

يا لَـها من أحجية!

خسرنا بها نحنُ وهي

وربح نيوتن.