العدد العاشر - ربيع 2010م

   
 

نصوص
 

لو أنكِ لي! (لقراءة المقال بصيغة أكروبات)
 

                                                     عبدالقادر صبري
                                                     شاعر من اليمن

لو أنّكِ لي
لصنعتُ منكِ طائرةً
وأطلقْتُها في سمواتِ الحب
تُمطِرُ عشقاً مجنونا !
لو أنّكِ لي
لصنعت منكِ قوارباً ورقيةًً
أبثُّها في كل الأنهارِ
في الجداولِ
في الينابيعِ
بل وحتى في السواقي
تنشرُ عِطركِ البريّ حيثُ تَمر!
لو أنّكِ لي
لصنعتُ منك نجوماً أكثرَ وميضاً أُرصّعُ بها سموات الغيوم
فلا يحل الظلامُ حتى حينَ يغيب القمر!
لو أنّكِ لي
لصنعتُ منك مرآةً بلوريةً كوجهكِ
أُسلّطُ قلبي عليها
يعكسُ نارَه في وجه القمر
ليصيرَ أكثرَ نوراً وإشراقاً ممَّا هو عليه الآن!
لو أنّكِ لي
لنثرتُ كحل عينيكِ على أجنحة الفراشات
فتكون أكثر زهواً!
لو أنكِ لي
لوحّدتُ كل الديانات في محرابِ عينيكِ المبهجتين
حيثُ لا وجودَ لنار جهنم
ولا لعذاب القبرِ
ولا حتى لملَكين عتيدين يسجلانِ كل عثراتنا!
لو أنكِ لي
لمررتُ شفتيكِ على خارطةِ الوطن الممزّق
فتزول الحدود الوهمية
وينتشي العَلمُ بلونِ الكَرز!
لو أنكِ لي
لأطلقتُ صوتكِ العاجيَّ في الحناجر
حتى يتوحد العالمُ في سيمفونيةٍ لا تنتهي!
لو أنكِ لي
لأمرتُ روّاد الفضاء أن يكُفوا عن اللهث وراء كواكب مجهولة
ويكتفوا بالبحث في مدارات ابتسامتك المدى
حيث تختبئ المَجراتُ كلها!
لو أنكِ لي
لمنحتُ الشيطانَ فرصةً أخيرةً
ينظُر خلالها إلى وجهكِ الربّاني فيتوب!
لو أنكِ لي
لأصلحتُ بين «هابيلَ» و«قابيلَ» بخصلةٍ من شَعركِ المعطر!
لو أنكِ لي
لأدخلت «قيس»، و«جميل»، و«كُثَير»...
وكل شعراء الحب العذري وغير العذري،
الصف الأول في مدرسة شفتيك
ليتعلموا من ارتعاشتهما كتابة الشعر دون قيود الوزنِ والقافية!
لو أنكِ لي...!
لو أنكِ لي...!
لو أنكِ لي...!
...

ولأنكِ لستِ لي
سأكتفي بالقصيدة
فالقصيدةُ لي
القصيدةُ لي!

                            صنعاء 14/ 11/ 2009