العدد العاشر - ربيع 2010م

   
 

نصوص
 

رماد العنقاء (لقراءة المقال بصيغة أكروبات)
 

                                                     سبأ طاهر أنعم
                                                  شاعر من اليمن

يُقبلُ هذا العيد

بثياب سود

بصلاة هادئة

يقبلُ هذا العيد

يحمل طيءَّ عباءته

أمطاراً

أنهاراً تروي الأرض

تحمل ريَّ الأرض شعاراً

يقبل أمطاراً

تحمل نعشاً

بجلال الحزن

وطعم المزن

وصوت أذان

وبلونٍ يختزل الألوان.

 

يا ولدي! هذا النائم في النعش أبوك

ينسدل الوشي على الأستار

ويحلقُ كغمام

في الفسحة بين الباب وبين المحراب

يا ولدي! هذا النائم في النعش أبوك

هذا الصف الأول إخوته ورفاقه

يتراءى عبر الماء المالح

زخارف أبواب

وحروف كتاب

وتراتيل الأصحاب

ونقوش المحراب

هذا الصف الثاني إخوته ورفاقه

إخوتهم ورفاقهم الباقون

الباكون.

 

يا سيد هذا المحفل!
يا سيد هذا المحفل!

ما بين المحراب وبين الصف الأول

قمت خطيباً فينا

 موتك يحيينا

 صمتك يهتف فينا

 يا سيد هذا المحفل!

أغمضت الجفن، ونمت

 فوق النعش..؟

 على متن غمامة نور... فوق العرش

 في الباب المشرع بين المحراب وبين الصف الأول

 وأنت القلت لنا

 إنّ الموت مريحٌ كالنوم

 وكما كنت رسولاً فينا

 أصبحت رسولاً منا

 تبحر في ملكوت

 خلف ستار الموت المسدل

 وعلى  متن العنقاء

 ترود تخوماً أجمل

 كلماتك باقية فينا

 موتك يحيينا

 صمتك يهتف فينا

 لم ترحل.. لم ترحل.. لم ترحل

ومن بين رماد العنقاء

  كما قلت

يطلُّ المستقبل.