العدد العاشر - ربيع 2010م

   
 

نصوص
 

صبوة (لقراءة المقال بصيغة أكروبات)

                                                        أحمد قاسم دماج

خصلةٌ دثرتني

أعطتني كل البساتين

بالورد والفل والياسمين.

يا شيخ! كيف استعادك زهو الشباب؟

 وكيف تملكك العنفوان؟!

أفي خصلة تلتقي الكائنات... وتُختصر الأبدية؟

تقول لي:

أنت مازلت تعرف كيف تناغي الحمام

وتهصر غصن الزمان!

أقولُ: الشجى لوعةٌ

جمراتٌ تُعيد إلى آخر العمر أوله

تستفزُّ المشاعر... تستنفرُ الذاكرة

فمن لي بأخرى تدثر روحي

ترشُّ على القلب صبحاً هديلَ الحمام!؟

       

* * *

أخذتُكَ يوماً على عجل نحو نبعٍ وديع

فباغتنا الخوف

طار الحمام

تراجع ظل الشجيرات والماء

لماذا العواء يباغت زهو الشجى؟

وفيما انكسار العصافير حين يحل المساء؟

يدثرني الليل بالحزن

وبالفرح الأرجواني... تدثرني خصلتان

أنا المستقيم على راحة البرق

أحمل حزني وتحملني خصلتان

فكيف يكون الحنين التباس النوايا؟

وكيف ألمُّ شتات الثواني

في لحظة شاردة؟

أنا رونق الماء يشرب ضوء الأصيل

وقُبَّرة ثبتّتْ عشها في السحاب

تدلت على جبهتي خصلةٌ

فخلفتُ خوفي وحزني

وصادرني الأقحوان.

       

* * *

خصلتان

ووحدي أفتش عن غامض الجلنار

عن الأصل مندلعاً في الحنايا ومنتشراً في الشرود

تفاصيلِ تفاحةٍ ضمرت فوق غصن الشروق

إذا انتفض القلب من لهفٍ دثرته

على رسلها دثرته

وألقت بأوراقها عنوة في حنايا الخفوق.

     

* * *

"مسيكين"

من داهمته على كِبَرٍ لوعةٌ وارتعاش!

يلملمُ ما أبقت الذكرياتُ

يشمِّرُ عن ساعد ناحلٍ

يرتدي توقه

ويفرش سانحة الأمنيات.

* * *

لكَ الله يا ذاهباً في أريج البنفسج!

يا عائداً في ثنايا الورود!

ويا ممعناً في الغوايات!

يا ساكناً شرفة الياسمين!

لك الله!

يحمل توقك

يحمل حزنك

يحمل فيك انكسار الرجال

وازدهاء الظنون.

 

 

< 29/ 8/ 2009