العدد العاشر - ربيع 2010م

   
 

نصوص
 

ضجر (لقراءة المقال بصيغة أكروبات)

                                                    عبد العزيز المقالح

 

(1)

سيدتي، عذراً!

الحانة مقفلة،

بل لا حانة في هذا الجزء

من الشرق المؤمن

وأنا رجلٌ لا يشرب خمراً

بل همـَّـاً

ورفيقي يبحث عن ماءٍ

يتوضأ لأداء صلاة الميت،

هل ثمة ماء؟!

 

(2)

يا رجل الشرطة!

أعرف أنك أميٌّ بالفطرة والتعليم

وأنك تُفتي بالممنوعات

تحاول أن تتعلم مما ولى من زمن الناس

لكنك لا تتعلم شيئاً

عما هو آت

فلماذا لا تطوي سوطكَ

وتنام على أوراق القات؟!

 

(3)

يا طفلي الساخر بالعقل

وباللاّ عقل

بما جمع الفقراءُ من الفقر

وما جمع المثرون من المال!

خَفِّفْ من لوعة أحزانك

واسمع دقات الساحة

لا أعرف معنى لقناديلَ

بـلا ضـوءٍ

وزجاجاً لا يكشف وجه القاتل!

 

(4)

سقط الشاعر في بئر الكلمات

كان البئر بلا ماءٍ أو ظل

وورودُ المعـنى ذابلـةٌ

تشكو الوقت الضامر

ماذا ترجو يا رجلاً مسكوناً

بالآهات

ومنقوعاً في خلّ الأحزان؟!

 

(5)

ناموا يا أبطال الساحة !

ناموا!

بغداد تموت

القدس على أيديكم شبعت موتاً

والجلادون يمدون شباك الصيد

إلى مدنٍ أخرى

وإلى الأرض المغمورة بالزيت

فأرجوكم: ناموا!

 

(6)

لا أعرف هذا القبر الواسع

هل هذا وطني؛

وطن الأعراب الموتى

وطن الشعر الباحث عن قافية

وحطام توابيتٍ

غرقتْ في رمل يشبهني

لا يشبهني؟!

 

(7)

جلس العاشق في غفلة أهل المسجد  

يتأوه

فاض به نهر الوجد

فصلى عشراً

            عشرين...

بكى حتى ابتل المسجد

وانفطرت عيناه.