العدد  السابع - ربيع 2009م

   
 

  مختارات
 

اجلسوا لكي أقص عليكم نبأَ الدّخان! (لقراءة المقال بصيغة أكروبات)

 ادونيس

تَسكُن "المدَاعةُ" وَحيدةً في بيتِ الكَلامَ

تَحْضنُها "قَصَبةٌ" تَصِل بْيَن المـَاء والنَّار.

في أسفل "قُطْبهَا"

حيْثُ يَعُومُ طيفٌ للنَّرجِسِ (الاسْم العَرَبيِّ لزَهرةِ الأنَا)،

يحْلُم التاريخُ هانئاً

تحت "هِلالٍ" تَقوَّسَ في شَكْل وسَادةٍ تتّكئُ عَلَيْهَا "القَصَبَة"

(للقصَبة جَسَدٌ ليسَ لِهذا الهِلاَلِ، وليْسَ لَهَا،

هو لشخصٍ آخر-

حَرِّكْ شَفتيكَ قد يكونُ أنتْ)،

تنتهي "القصَبةُ" إلى "الـجَوْزةِ" (اسمُهَا كذلكَ "الحّبَّةُ"، و"النَّارَجِيلُ"،

و"الرّمانة"،

ظَاهرُها حَدِيقةُ ألوانٍ وزخَارفَ ونقُوش،

بَاطِنُها يمامَةٌ تحملُ بُحيْرةً شبْهَ سَوْدَاء

(لا أَراهَا،

لكنْ يُخيَّلُ إليَّ أنَّني أرى فيها جَبَلاً من الدُّخان

وأرى حُوريَّاتٍ وأَسِرَّةً)،

وللـ"قصبَةِ" طَرفٌ هوَ "المَشْرَبُ" يَتَقطَّر فيه "البُورِيُّ" (بيتُ التَّبغ)،

لِهَذَا الطَّرفِ "مَبْسَمٌ"

حِينَ تُطبِقُ شفتيْكَ علَيْهِ، تَتذكَّر الثَّدْي والرَّضَاعَ،

سَائِلاً نفْسَكَ: ألسْتِ هذَا المزيجَ من النّارِ والماء والهواء؟

ثُمّ يَطِيبُ لكَ أن تُوشْوِشَ جَسَدكَ: أنت نفسُكَ جزْءٌ من هذا النسيجِ الذي يجمعُ بينَ السماء والأرض.