متابعات
كاتب فرنسي مواطن عالمي ()
د. علي يحيى منصور
أستاذ في كلية اللغات - جامعة صنعاء
الكاتب الفرنسي جان – ماري جوستاف لوكليزيو هو صاحب جائزة نوبل للآداب
في العام 2008.
فوجئت الأوساط الأدبية العالمية في 9 أكتوبر 2008 حين أعلنت الأكاديمية
السويدية منح الكاتب الفرنسي جان ماري جوستاف لوكليزيو الجائزة الأدبية التي
يحلم بها الكتاب والشعراء في كل أرجاء العالم.
إذاً، فهي مفاجأة ولا
يخفى معنى ذلك على النقاد، إذ أن هذا الوصف للحدث ليس مفرحا جدا للكاتب المحتفى
به.
تقول الأكاديمية
السويدية المانحة في تسويغها للأمر، كما جرت العادة، إن «لوكليزيو كاتب يمتلك
مواهب إبداعية جديدة وروح مغامرة شاعرية ونشوة حسية؛ وهو يسبر أغوار الروح
الإنسانية المعاصرة في عوالم ما بعد الحضارة السائدة وما تحتها». هكذا ينطق
أعضاء لجنة التحكيم الأكاديمية، وليضرب المنتظرون من الكتاب والشعراء أخماساً
بأسداس في تفسير هذا التقييم وكيف أنه يمكن أن ينطبق على العشرات منهم!
جان- ماري ج.
لوكليزيو من مواليد 13 أبريل 1940، في مدينة نيس في الجنوب الفرنسي، لأب
انجليزي ينتمي أصلا إلى عائلة هاجرت فيما بعد إلى جزر ماوريشيوس، وأم فرنسية.
عاد الصبي جان -ماري وهو في العاشرة إلى مدينة نيس. بعد إكمال المرحلة الثانوية
بدأ في الخمسينيات دراسة الآداب في كلية الآداب بجامعة نيس وجامعة إكس آن
بروفانس. في العام 1961 بدأ الكاتب لوكليزيو محاضراً في إحدى الجامعات بلندن،
وهناك تزوج فرنسية من أصل بولوني، ورزق الاثنان بابنة منحاها اسم باتريشيا.
1963: نال شهادة
الليسانس في الآداب، نشر رواية «لمحضر» في باريس، وتحظى الرواية بجائزة رينودو.
1964: يقدم لوكليزيو
رسالة الماجستير في جامعة إكس آن بروفانس بعنوان «العزلة في أدب أنري ميشو».
وبدأ التحضير لمرحلة
الدكتوراه التي لم يكملها فيما بعد. عُيّن محاضراً في الجامعة.
1964: نشر رواية
«اليوم أوبومونت يعقد الصداقة مع الألم»- باريس.
1965: نشر رواية
«الحمى»، باريس.
1966: نشر رواية
«الطوفان» وكتاب عن «جان بول سارتر، مدخل».
1966/ 1967: عمل
محاضراً في جامعات تايلاند والمكسيك في إطار أداء الخدمة العسكرية.
1967: نشر كتاب
«النشوة المادية» (مقالات) - باريس، ورواية «تيرا أماتا» - باريس.
1969: أول اللقاءات
بهنود امبيرا في بنما، إقامات طويلة معهم أثناء السنوات الأربع التالية.
ظهور رواية «كتاب
اللعنات» - باريس.
1970: رواية «الحرب»
– باريس، ورواية «التهويدة» - باريس.
1971: رواية «هاي،
أساليب الخلق» - جنيف.
1972: «كـُتـّاب من
فنلندة والسويد» (نصوص مختارة) بالمشاركة مع آخرين.
1973: رواية
«العمالقة» - باريس.
1974: ممارسة التدريس
في نيومكسيكو.
1975: العودة إلى
نيس. زيارات طويلة إلى أمريكا الوسطى والجنوبية. زيجة ثانية.
1976: رواية «نبوءات
شيلمْ بَلَمْ» - باريس.
1978: رواية «المجهول
في الدنيا» - باريس. ورواية «باتجاه جبل الجليد» - مونبيليه. ورواية «رحلة إلى
بلد الأشجار» - باريس.
أقاصيص - باريس.
1980: رواية «صحراء»
- باريس. ومن الطبيعي أن تثير هذه الرواية اهتمام القارئ العربي؛ إذ أنها
تتناول طريق الآم فتاة من قبائل الطوارق على حواف الصحراء المطلة على البحر في
بلاد المغرب العربي. والمختصون العرب بالأدب الفرنسي مدعوون لترجمة هذه الرواية
التي حصل بها الكاتب لوكليزيو على أغلى جائزة أدبية في فرنسا وهي جائزة بول
موران.
1982: رواية «الرقصة
وأخبار شتى أخرى» - باريس. رواية «الذي لم ير البحر قط» - باريس. رواية «جبل
الإله الحي» - باريس.
1984: رواية «حكاية
ميشوكان» - باريس.
1985: رواية
«بلابيلو»، باريس. رواية «الباحث عن الذهب» - باريس.
1986: رواية «رحلة
إلى رودريج.
1988: رواية «الحلم
المكسيكي» - باريس.
1989: رواية «الربيع
وفصول أخرى» - باريس.
1990: رواية «الحياة
الكبرى لبشر السماء» - باريس.
1991: رواية
«اونيتشا» - باريس. تدور حول مغامرات صبي يدعى فنتان، العائد مع أمه إلى
اونيتشا في نيكاراغوا حيث ينتظرهما الأب جيفري الهارب إلى دنيا مستعمرة سابقة.
1992: رواية «النجم
الطائر» - باريس. تدور أحداثها في فرنسا أيام الاحتلال الألماني في الحرب
العالمية الثانية وهروب أم وابنتها من بطش النازيين.
1993: رواية «دييجو
وفريدا» - باريس. مجموعة مقالات للكاتب لوكليزيو وغيره تحت عنوان «البتراء،
كلام الصخور» بالاشتراك مع جمال أبو حمدان وصور التقطها فؤاد الخوري.
1995: رواية «المحجر
الصحي» - باريس.
1996: عودة الكاتب
إلى مدينة نيس. رواية «السمك المصنوع من الذهب».
1997: «الحفل
الغنائي» (مقالات). كتاب «أطفال العالم اللاجئون». كتاب «في عين الشمس»
(احتفالات مكسيكية) – نيويورك.
1999: «صدفة/ حظ/
انجولي مالا» (قصص وأقاصيص) - باريس.
2000: رواية «شبح
الطريق». رواية «القلب المحترق وأقاصيص أخرى» - باريس.
2002: الانتماء إلى
لجنة التحكيم لجائزة رينودو التي منحته أول جوائزه في العام 1963.
2003: رواية «ثورات»
- باريس. رواية «مراكش» - باريس.
2004: رواية
«الأفريقي» – باريس. وهي رواية تتضمن الشيء الكثير من سيرة الكاتب الذاتية.
وكما يوحي العنوان فالأفريقي هو والد الكاتب. ويرى الابن وهو في الثامنة من
عمره أباه لأول مرة، ويعاني من التوتر القائم بينه وأبيه والتلامس السحري بين
الاثنين في اللقاء الأول. تعد هذه الرواية من الأعمال البارزة للكاتب لوكليزيو.
2005: يبلغ لوكليزيو
في هذه السنة الخامسة والستين من عمره.
2006: رواية «اورانيا»
- باريس. رواية «راجا، مقاربة من قارة غير منظورة» - باريس.
2008: قصة «بالادة
الجوع» - باريس.
ويعد لوكليزيو اليوم
من أبرز كتاب فرنسا المعاصرين. وله إلى جانب ذلك ما يزيد على ثلاثين كتاباً بين
قصص وروايات وأقاصيص، وكتابان مترجمان عن الميثولوجيا الهندية. وجدت أعمال
الكاتب اهتماما بالغاً عند القراء في ألمانيا عبر ترجمة سبع عشرة رواية إلى
الألمانية ومن أبرزها «الأفريقي» و»الثورات» و»الصحراء» و»الطوفان»
و»المحضر»... إلخ.
اختبر الصبي جان-ماري
وهو في الثامنة الترحال، حينما انتقلت عائلته إلى نيجيريا حيث عمل والده طبيبا
أثناء الحرب العالمية الثانية. ونشأ الصبي بلغتين هما الفرنسية والانجليزية.
وبعد عودة العائلة إلى نيس بفرنسا بدأ جان- ماري لوكليزيو دراسة الأدب
الانجليزي في جامعة برستول، وبعد ذلك في جامعة لندن. ونال شهادة الدكتوراه في
العام 1983 في جامعة بربيجنان، بأطروحة عن تاريخ المكسيك المبكر. قام بعد ذلك
بالتدريس في جامعات مكسيكو سيتي وبوسطن وأوستن. سبقت أقاويل كثيرة موعد منح
جائزة نوبل للآداب، إذ انتشر تصريح لأحد النقاد، وهو هوراس انجدال، يدعي فيه أن
الأدب الأوروبي يفوق الأدب الأمريكي رصانة، مما دفع بالصحافة إلى القول بأن
الجائزة آتية إلى الأدب الأوروبي لا محالة. وهكذا كان، رغم أن الكاتب المحظوظ
لوكليزيو مرتبط بقارة أفريقيا بقوة، كما أنه قد قضى سنوات في آسيا وأمريكا وما
يزال في ترحال لا نهاية له، فهو مواطن عالمي بحق.
|