العدد  السادس - شتاء 2008م

   
 

  متابعات
 

من الفلاح المحب للجميع (لقراءة المقال بصيغة أكروبات)

نص الكلمة التي ألقاها الفنان عبد الرحمن الغابري
 في حفل تكريمه وافتتاح معرضه الفوتوغرافي بقاعة بيت الثقافة بصنعاء في 15 نوفمبر 2008.

 

ممتن أنا لامي.. الفلاحة العظيمة التي أنجبتني وعطرتني بعبق الأرض.. لأبي.. الذي علمني الحرف الأول من الكد والعدو خلف الثور والبقرة.

ممتن أنا للحكيم والفيلسوف اليمني العظيم علي بن زايد ملهمنا- نحن عشاق الأرض- فضيلة العشق..

ممتن أنا لمطهر الإرياني مجسد جمال الريف بكل مكوناته العظيمة, بإشعاره, لسان حال الأرض.

ممتن أنا للقامة اليمنية, أستاذي وصديقي الذي شرفني ووضع أوسمة على صدري واخذ بيدي منذ المعرض الأول الشخصي لي في حضرته, وتوالت بعدها معارض كثيرة لأنماط جديدة كان هو حافزي الأول بكتابته عني وعن أعمالي انه الشاعر اليمني والعربي الكبير معلم الأجيال الهامة الأرفع الدكتور الجليل... عبدالعزيز المقالح.

ممتن أنا للدكتور الإنسان والمثقف والأكاديمي, العزيز بخلُقه وجماله ذو الأفق البهي الدكتور محمد أبو بكر المفلحي وزير الثقافة.

ممتن أنا للشاعر الفذ والكاتب المثقف الذي يجتهد أكثر فأكثر في البحث عن المبدعين ويعايش همومهم ويبرز إبداعاتهم عبر ملحقه الذي ننتظره كل يوم اثنين كأجمل هدية, انظروا كيف فعلها الشاعر محمد القعود حين فاجأ الجميع بملحقه المتميز عن الشاعر المقاوم محمود درويش في الساعات الأولى من وفاته, وبتلك الغزارة في الذاكرة وبتفرد نادر وملحقه عن مؤرخ اليمن الكبير القاضي إسماعيل الأكوع رحمه الله, وعن المرحوم عبد الرحمن الأهدل, والمرحوم الشاعر محمد حسين هيثم, وكل من هو حاضر وغائب عنا من المبدعين.

إن محمد القعود الشاعر.. هو من زفني إلى هذا المكان المهاب بكم وبحضوركم.. هو من ألح علي- منذ وقت بعيد- أن أتوشح بمحياكم, بقاماتكم السامقة.

أنا ممتن للشاعر الصديق الأستاذ حسن اللوزي الذي سخر لي الكثير من فرص الترحال لأجوب أمكنة أحبها وآنسها وأدونها, كم اعز هذا المبدع.. لقلبه المبتهج بالأمل المديد.

امتنان كبير لأستاذة الفن التشكيلي والناقدة, الدكتورة آمنة النصيري, التي تتبوأ اعتزازنا الكبير بها كأول امرأة صارت مرجعاً مهماً للمثقفين وخصوصاً في حقل البصريات.

أنا ممتن للناقد والشاعر العربي الكبير الدكتور حاتم الصكر, كونه قرأ ملامح لوحات لي مما زادني فخراً بما قال وما عملت أنا.

أنا ممتن للمبدع عبدالكريم الرازحي كونه ابن “البقرة البيضاء” و”عاشق قبول”.

جل امتناني للشخصية الوطنية العظيمة والرمز الوطني العملاق نزاهة وشموخاً وأباء الأديب والقائد الوحدوي المخلص الأستاذ المرحوم عمر الجاوي كأب.. حنون.. لي ولكل جيل الثورات اليمنية.. آه كم نحن بحاجة لعمر الجاوي في هذا الزمان.

جل امتناني للفيلسوف والشاعر العظيم الأستاذ المرحوم عبدالله البردوني الذي شرفني بتسجيل جزء كبير من حياته الابدية بالصورة.

ممتن أنا.. للصوت الذي يحمل إليّ نكهة الأرض الفنان الكبير أيوب طارش والشاعر العظيم عبدالله عبدالوهاب نعمان والشاعر حسين المحضار, ولكل الفنانين الكبار إحياء وأمواتاً ومنهم المرحوم علي الآنسي, علي السمة, محمد مرشد ناجي, ابو بكر سالم, احمد فتحي, ابراهيم طاهر, احمد قاسم, طه فارع, محمد قاسم الأخفش, محمد الحارثي, احمد السنيدار, محمد سعد عبدالله, علي الاسدي.. وغيرهم ممن أعادوا صياغة الأصالة الفنية اليمنية الموروثة والحديثة.. آه على من غاب.. وآه علينا من هذا الغياب.

ممتن أنا للطير لأنه علمني كيف اغني..

للفلاح الذي علمني كيف أشدو..

للرعاة الذين علموني كيف ألحن

للغيث الذي علمني كيف أدندن

للسبول لأنها انحنت وأطعمتني

للدردوش لأنه أروى ضمئي

ممتن للتضاريس اليمنية الفريدة, لأنها علمتني كيف أقف خلف الكاميرا

جل امتناني لكل يمني ذاد عن زرعه.. من الفئران القارضة, من حمى جباله.. من “شرشفتها”, من منع تلاله الخضراء.. من أن تنقب, من صد عن سهله.. رياح التصحر, من علم المرأة اليمنية عماد الأرض.. إنها الأكرم بيننا.

ممتن لرفيقة دربي زوجتي الرائعة السيدة زال الهم, لأنها أزاحت عني هموماً كثيرة كادت تصيبني بالإحباط, وملأت حياتي اطمئناناً مما جعلتني أتوق أكثر لاستنشاق طيب هذا الوطن الأروع بين الأوطان.. ممتن لكم جميعاً لحضوركم إلى هذا المكان.

 من محب الجميع....

الفلاح/ عبد الرحمن الغابري