العدد  الثامن - صيف 2009م

   
 

  متابعات
 

زيد مطيع دماج...
وتسع سنوات من الحضور في مقاومة الغياب
(لقراءة المقال بصيغة أكروبات)

                       جمال جبران
 

هي الذكرى التاسعة لحضور الأديب زيد مطيع دماج مجدداً بيننا. هي الذاكرة التاسعة، نعم. لكن الرقم تسعة ليس مناسبة معتادة للاحتفاء بالحضور. هم يفعلونها عادة في الأرقام التي تناسب تقليداً معيناً ومحدداً بذاته. الذكرى الأولى، مثلاً. الذكرى العاشرة. العشرين، الخمسين، المائة، وهكذا.. لكن أن تكون التاسعة فذلك أمر غير مسبوق ويسير عكس التقليدي والسائد.

لكنه زيد مطيع دماج الذي خط حياته سائراً ضد التقليدي والسائد والمكرور والمألوف والذي نراه كل يوم قبالة وجوهنا. لكنه زيد مطيع دماج، صاحب "الرهينة"، المختلف والإشكالي والأديب، والإنسان الكبير.

هي الذكرى التاسعة لحضوره مجدداً، نعم. لكن أحداً لم يسأل. كثرة كانوا هناك، على الموعد الذي فعلته جماعة الغد الأدبية بدعم وتعاون من وزارة الثقافة، ومركز الدراسات والبحوث اليمني، واتحاد الأدباء والكتّاب اليمنيين.

هي الذكرى التاسعة لحضوره مجدداً، نعم. لكن أحد لم يسأل. كثرة كانوا ويطلبون إلقاء تحية في صباح الأستاذ زيد الذي كان افتتاحه بقاعة بيت الثقافة بصنعاء. (اللافت في الأمر أن أكثر من صحيفة محلية وعربية تعاملت مع خبر رحيل الأستاذ زيد مطيع دماج غير منتبهة إلى أنها الذكرى التاسعة. قد يبدو هذا السهو طبيعياً، وذلك بالنظر لحجم الفعالية وكثافة الحضور ونوعيته.)

وكان الافتتاح احتفائياً بمعرض للصور من إلتقاط عدسة الفنان الكبير عبدالرحمن الغابري الذي أخرج من خزينته أرشيفاً ضخماً من الصور التي التقطها للأستاذ زيد طوال تلك السنين التي جمعت بينهما، والصداقة الحميمة.

إلى ذلك كان الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني رئيس مجلس الشورى الذي افتتح فعاليات ندوة "زيد مطيع دماج" الذي قال: "إنه تقدير موفق من القائمين على هذه الندوة لحاجتنا إلى معاودة قراءة رجل مثّل في حياته ودوره وملكاته وإبداعه عطاء سخياً لخير الناس والوطن وأنموذجاً للسيرة الحسنة والخلق الجم". وأضاف عبدالغني "وأحسب كما يحسب غيري أن زيداً ما زال متوهجاً رغم مرور تسعة أعوام على رحيله عن دنيا الناس يستمد وهجه من إرث إبداعي أصيل ودور وطني كبير وحضور لا يخبو في ذاكرة طائفة واسعة من أصدقائه وعشاق إبداعه في اليمن والوطن العربي". وقال أيضاً: "إننا ومن خلال هذه الندوة نحتفي بذكرى إنسان شامل، زيد مطيع دماج، كاتب وقاص وروائي، ورجل دولة استغرق اهتمامه بالشأن العام شطراً كبيراً في حياته إدارياً وبرلمانياً ودبلوماسياً".

من جهته أكد الشاعر الدكتور عبدالعزيز المقالح رئيس مركز الدراسات والبحوث اليمني في كلمته: "إن الوفاء صفة إنسانية وهي مع المبدعين والذين أثروا حياتنا بنتاجاتهم الأدبية ومواقفهم الوطنية أسمى ما تكون لأنها تحمل في بعض تعابيرها معنى رد الجميل والاعتراف بالفضل لمن كانوا أهله والأقدر على التعبير عنه". مؤكداً على أن الراحل الكبير زيد مطيع دماج جدير بالوفاء وجدير بأن نعاود بين حين وآخر الاقتراب منه ومن عالمه الإبداعي بكل ما له من خصوصية، وحضور وتأثير. وقال الدكتور المقالح: "لقد انتزع زيد نماذجه البشرية في أعماله القصصية والروائية من الواقع من حياتنا ومن قاع المجتمع اليمني وسطحه. ولذلك فقد وجدت تلك الأعمال البديعة أصداءها الواسعة والمثيرة للإعجاب من قبل الأهل والأشقاء". وأضاف المقالح قائلاً عن زيد: "المبدع الأصيل هو الذي يصل إلى العالمية عن طريق المحلية ومن خلال تحسس واقعه الوطني بقلبه وعقله وضميره". مؤكداً أن "زيداً شأنه شأن كل المبدعين الكبار لم يكن يتوخى في كتاباته الوصول إلى العالمية بل كان حريصاً على أن ينقل واقعه المحلي بصدق وإخلاص وفي بناء فني رفيع، كما حرص على أن تكون نماذجه عن واقعه لا من قراءاته أو من خياله كما يفعل بعض الكتّاب الذي تظهر أعمالهم الإبداعية منفصلة عن الواقع وأبعد ما تكون عن الناس". ولذلك جاءت أعمال زيد الإبداعية بحسب قول الدكتور المقالح، معبرة أصدق تعبير عن واقعها بما كان عليه من فقر وجمود وتعصب وطموح نحو التغيير يضاف إلى ذلك قدرة عالية في سبر أغوار النفس الإنسانية، كما تبدو في المدينة والريف على حدٍ سواء.

وزير الثقافة الدكتور محمد أبو بكر المفلحي من طرفه أشاد بالتجربة الإبداعية للراحل زيد مطيع دماج والتي كان من خلالها وبطابعها السردي والإبداعي المتميز في كافة أعماله الأدبية قريباً من تشكيل الهوية السردية لليمن الواحد. وقال: "ندرك جيداً كم نحن اليوم بحاجة إلى روايات زيد مطيع دماج ليتم رواية الثورة والوحدة وليكمل تشكيل الهوية السردية ويبني جسر المخيلة ليصل إلى مدى أوسع وفضاء أرحب ليشمل صنعاء وعدن". كما أُلْقيت في ذات الافتتاحية كلمة للشاعر والروائي عبدالناصر مجلي عن جماعة "الغد" الأدبية، وكذلك من القاص الدكتور همدان زيد مطيع دماج نيابة عن أسرة الراحل زيد. إلى ذلك أُلقيت عدداً من الشهادات من رفاق الأديب دماج إضافة لقصيدة شعرية مهداة له ألقاها الشاعر عبدالكريم الرازحي.

وفي حين اشتمل اليوم الأول على قسم مسائي كانت قاعة اتحاد الأدباء والكتّاب اليمنيين مسرحاً له حيث قرأ عدد من كتاب القصة الشباب مجموعة من نصوص زيد مطيع دماج القصصية، جاء اليوم الثاني مخصصاً للجزء النقدي والبحثي في أدب "زيد" تخللها عرض مصور قدمه كاتب هذه السطور للمكان الذي يشكل نشأة زيد دماج وكذلك تصوير للمكان الذي اختاره كي يكون مرقداً أخيراً له.

وقد جاءت الدارسات على النحو التالي وبلا ترتيب مقصود:

- "الدلالات الرمزية في القصة القصيرة. زيد مطيع دماج أنموذجاً"، عبدالعزيز المقالح
 
- "الرؤية الاجتماعية في قصص زيد مطيع دماج. تطبيق نقدي على قصة "المجنون""، حاتم الصكر.
-
"جماليات المكان عبر ذاكرة الطفولة قراءة في "الانبهار والدهشة" لزيد مطيع دماج"، علي حداد.
-
"الرؤية السردية في أعمال زيد مطيع دماج". مجموعة "العقرب" أنموذجاً"، آمنة يوسف.
-
"أسلوبية الرواية في الرهينة"، طه حسين الحضرمي.
-
عن ترجمة "الرهينة"، إلى الإنجليزية عبدالوهاب المقالح.
-
"شعرية البداية ودلالتها في رواية الرهينة"، عبدالحكيم باقيس.
-
"سيميو طيقا العنوان في مجموعة "المدفع الأصفر""، حفيظة صالح الشيخ.
-
"فتنة القراءة الأخرى" مقاربة سوسيو لسانية. ابتسام المتوكل.
-
"ثنائية الاتصال والانفصال عند زيد مطيع دماج، المدفع الأصفر أنموذجاً"، عادل الشجاع.
-
"زيد دماج وعشق الآلهة"، عبدالباري طاهر.
-
"عالمية الإنسان" أنسنة العالم: قراءة إنسانوية في مجموعة "الجسر" لزيد مطيع دماج"، محمد عبدالوكيل جازم.
-
"الأبعاد السوسيولوجية والإبداعية في رواية الرهينة: السرد كمخيلة للمكان والمجتمع"، أحمد الزراعي.
-
"زيد مطيع دماج: الأبعاد الوطنية والإنسانية"، كمال صلاح البطاطي.
-
قراءة تأويلية لشخصية البطل في رواية "الرهينة" لزيد مطيع دماج"، محمد محمد العديني.
-
"الرهينة لزيد مطيع دماج: قراءة سوسيو نقدية"، عبدالمغني دهوان.

للإطلاع على هذه الدراسات يمكنك زيارة موقع الأديب زيد مطيع دماج على الانترنت