متابعات
الشاعر
السوري
إبراهيم
الجرادي
في
مجموعته
"دع
الموتى
يدفنون
موتاهم"
شعر
الرؤيا
واستنشاق
العالم
الدرامي..!
()
زهير غانم
شاعر وكاتب من لبنان
وكأن
الشاعر
إبراهيم
الجرادي
يضرب
في
تيه
الشعر
وفي
تيه
العالم،
من
خلال
مغامرته
الشعرية
الجديدة
التي
يعود
فيها
إلى
شعر
التفعيلة.
هو
كاتب
قصيدة
النثر،
والريبورتاج
الشعري،
والشعر
التشكيلي،
أو
النصوص
المختلطة.
غير
أنه
هنا
وكأنه
يحاول
استرجاع
روح
غنائي
توقيعي
هجره
قليلاً
أو
طويلاً
في
مجموعاته
السابقة،
أو
في
مجموعته
المشتركة
مع
القاص
الروائي
إبراهيم
الخليل.
هنا
يأخذ
الشعر
أبعاده
الكينونية/
الوجودية.
وكون
القصائد
مهداة
إلى
شعراء
تفعيلة،
أمثال:
محمود
درويش،
وعبد
العزيز
المقالح،
يتداخل
الزمان
والمكان
في
الشعر،
دون
نسيان
الشاعر
نور
الدين
اللباد.
واستغراق
حوران
في
القصيدة،
ورائحة
امرئ
القيس
وصاحبه،
كما
استشراف
أحداث
الجزيرة
السورية
واضطراباتها.
وقلت
إن
شعر
الرؤيا.
يسمح
لصاحبه
بقراءة
تجاعيد
العالم،
القتل
والموت
فيه،
رغم
أن
الرغبة
والحب
يتناثر
أن
في
القصائد.
وتقدير
الشعر،
أو
الاسترابة
فيه،
وتقدير
الشعراء،
والتناص
الشعوبي
مع
عوالمهم
رغم
أن
اللغة
الشاعرة
هي
لغة
إبراهيم
على
وجه
الخصوص،
لغة
اختبارية،
تجديدية،
واقعية،
متوترة،
متواترة،
قادرة
على
تجويف
وتجوين
العالم،
وأغوار
الشاعر
الذي
يلتقط
أصوات
الشعر
وأصدائه
وكذلك
صمته،
من
خلال
كثافة
اللغة
الشاعرة
وتخثرها،
كما
يتخثر
الدم،
وتكثيفها،
وتقطيرها
في
هذه
المشهديات،
حيث
يلعب
الشاعر
بالأدوات،
مثل:
ثمة،
من،
تباً،
وأفعال
الأمر.
ويستطرد
في
استحضار
ملائكة
شعره
وشياطينه
على
حدٍّ
سواء،
حيث
الخفق
والاصطفاق،
وحيث
استقراء
الجسد
والروح،
والضرب
على
ما
هو
واقعي
وما
ورائي،
في
هندسات
القصيدة
المرئية
واللامرئية،
وكل
المرايا
التي
يستنطق
صورها
في
مجازاته
واستعاراته
وتشابهه
وكناياته،
وكل
اشتقاقاته
وكيماوياته
التي
يستخدمها
عبر
لغة
الشعر،
التي
هي
في
تضاعيف
القصائد،
في
لغة
في
اللغة،
حيث
إبراهيم
الذي
يحتدم
ويحمحم
في
واقعية
الشعر،
وبعض
خطابه
الدرامي
المباشر،
من
خلال
الذات
الشعرية
التي
استوعبت،
وتعرف
الشعر
الثوري
السوفييتي،
ثم
الروسي
فيما
بعد.
إلاّ
أن
إبراهيم
لا
يغترب
ولا
يتغرب
في
شعره،
فلديه
هذه
الإيقاعات
الشعرية
العربية،
وهذه
اللغة
النهمة،
الفراسة،
الأكول
لهذا
القلق
العظيم
الذي
يعانيه
الشاعر
ويعانيه
في
مناخات
شعرائه
الذين
يهديهم
قصائده،
قصائد
المحنة،
كما
يقول
محنة
فلسطين،
والعراق،
ومحنة
سورية،
ومحنة
الشاعر
التي
يتشاركها
مع
الشاعر
محمد
لافي.
إنه
يستوي
ويفترق
معهم
وفيهم،
ويذهب
إلى
شهوة
الضد.
إنه
يتلاعب
بالأضداد،
كما
يقول؛
ربما
كي
يفجر
قلقه
ويأسه
في
قصائده،
حيث
يناهض
محمود
درويش،
بأنه
لا
يمكن
استزراع
الأمل
ولا
يمكن
تربيته،
وكأن
لسنا
مع
سعد
الله
ونوس
بأننا
محكومون
بالأمل،
ولا
مع
عباس
بيضون
في
"لمريض
اسمه
الأمل".
لذلك
جاءت
القصائد
درامية
إلى
ضفاف
اليأس
وضفاف
الواقعية،
وكأنها
مراث
سوداء
للعالم،
تسددها
روح
تهكمية
لما
يحاول
قوله
أو
تقوله
أو
كتابته
أو
الانكتاب
فيه،
أو
قراءته
أو
الانقراء
فيه.
إنه
يستجمع
هذه
الروح
الذبيحة
ويطلقها
في
فضاء
العالم
الذبيح،
وفي
فضاء
قصائده
الذبيحة،
التي
تنزف
دماء
باستمرار،
لأنها
في
عالم
ينزف
دماً
ويستنزف
حياة
الشاعر،
والروح
الشاعرة,
وكذلك
الرؤيا.
لهذا
يتفتق
الشاعر
عما
يجاهد
ويكابد،
متضافراً
متضامناً
مع
ما
يجاهد
ويكابد
شعراؤه،
رغم
أنه
استحضر
الأندلس
على
هوامش
محمود
درويش،
واستحضر
لوركا
وقصائده
الغجرية،
قصائده
الخضراء،
وكأنما
يوحي
بما
عاناه
الغجر
من
الفاشية
والنازية،
وما
يعانيه
العرب
الفلسطينيون.
والعراقيون
من
فاشية
"إسرائيل"
وأميركا.
طبعاً
ومحمود
درويش
ذهب
إلى
الهنود
الحمر،
ولكن
الشاعر
لا
يكتفي
بهذا
بل
يذهب
إلى
الاستبداد
والطغيان،
إلى
الاستبداد
الغامض
الذي
يتسبب
بكثير
من
الكوارث
التي
تؤدي
إلى
اليأس
الذي
هو
مرض
الموت
ويعتبره
الشاعر
أنه
آخر
ضفة
للأمل.
سأوافق
معه
على
مضض
رغم
أن
"الجورنيكا"،
لوحة
بيكاسو
الشهيرة
عن
المذبحة،
مازالت
تحكمنا
داخلاً
وخارجاً!
كأنني
قرأت
شعر
إبراهيم
الجرادي،
جمعيه
أو
أغلبه.
وهو
صديق
حميم
في
القرب
والبعد،
لذلك
أجده
من
الأصوات
الشعرية
المعترضة
المميزة،
والحداثية
المجددة،
لكن
بملكة
اللغة
الشعرية،
التي
يستولدها
من
نواة
الكينونة
لديه،
ويطلقها
كي
تعبر
عما
يسميه
صلاح
ستيتة
"ليل
المعنى".
وهو
دائماً
يصقلها
ويصفيها،
ويحاول
جعلها
لغة
مدينه،
لا
كما
فعل
صديقنا
سليم
بركات
الذي
ترك
لغته
البرية
العارمة
الجميلة
أيضاً.
وبسبب
تبلور
إبراهيم
في
روسيا
مطلع
شبابه،
وهو
ذهب
شاعراً
واستكمل
دراسته
وكانت
هوايته
السينما،
لكنه
نال
دكتوراه
في
الأدب
الروسي،
وهذا
ما
يجعله
يتشاكل
مع
جواءات
العالم
وينحاز
للعدالة
والفقراء
وفي
النهاية
للحرية
والإنسان،
من
هنا
جاءت
قصيدته
إلى
محمود
درويش
في
حالة
حصار
التي
حاول
محمود
إفلات
الروح
الفلسطيني
الإنساني
فيها
ضد
حصار
"الإسرائيلي"
للفلسطينيين
في
فلسطين
المحتلة،
هذا
التوقيع
الشعري
على
بيان
الحرية
للإنسان
يكون
الشاعر
من
أول
موقعيه،
كما
يوضح
مع
الشاعر
الفلسطيني
محمد
لافي،
وقد
كتب
معه
ومع
الشاعر
العراقي
جليل
حيدر
قصائد
مشتركة،
وهو
لديه
خبرة
في
القصائد
المشتركة،
من
خلال
كتابه
مع
إبراهيم
الخليل
"موكب
من
رذاذ
المودة
والشبهات".
إنه
يستدرج
جواءات
ومناخات
أشعاره
السابقة
ويقيم
تناصاً
معها.
ففي
أجزائه
المبعثرة
كأنه
هنا
يقول:
"أقسِّم
جسمي
في
جسوم
كثيرة"
مع
عروة
بن
الورد،
وكأنه
حين
يستحم
بامرأة
يستدخل
هنا
فيوضات
وبحرانات
الرغبات
التي
تتضور
وتتضرى
في
وجود
العدوان
والقتل
والقمع
والمذابح
وهو
يتداخل
ويتخارج
في
شهوة
الضد،
إن
الضد.
عبارة
عن
مساررة
ومساورة
الآخر
الذي
فيه،
من
هؤلاء
الشعراء
الذين
يستدرجهم
إلى
شعره
ولا
يذهب
إلى
أشعارهم
سوى
من
بعض
الإشارات
والرموز
والعلامات
وهو
في
كامل
الدلالات
والإيحاءات
التي
يستوحي
القليل
منها
من
أشعارهم
إلاّ
أن
صوت
الشاعر
إبراهيم
وكيماوياته
الشعرية
التي
يستحضر
أطيافها
وأشباحها
من
مناماته
وأحلامه
وأحلام
يقظاته
وكوابيسه
أيضاً
هو
جلي
الحضور
في
قصائده
وفي
أسلوبه،
والأسلوب
هو
الشاعر،
ومتوهج
مجوهر
متبلور
في
لغته
الشعرية
وجمله
المركبة
القصيرة
وهي
قوافيه
أحياناً
لضبط
هذا
الجيشان
الهائل
فيه
وهذا
الغليان
والذهاب
في
الشجى
والشجن
والأسى
الأسيان
الذي
ينتابه
في
هذه
الأحوال
والمقامات
التي
تعتور
روح
الشاعر
وجسده
معاً!
قد
يكون
الشاعر
إبراهيم
الجرادي
اختار
أبنية
جديدة
لقصائده
في
"دع
الموتى
يدفنون
موتاهم"،
إنما
ليس
جديداً
عليه
تشكيل
القصائد
ومشهدياتها،
والتداعيات
السوريالية
التي
تعتمدها
في
تحليل
العالم
وتركيبه،
وكأنَّ
جينات
هذه
القصائد
متولدة
من
كروموسومات
وردت
في
الكثير
من
قصائده
السابقة،
لكنه
طبخها
وأنضجها
وبلورها
وذهب
في
كيماويات
مختلفة
لها
لم
تكن
سابقاً.
فهو
في
رواق
المرايا
الشاعرة
والشاغرة،
وهو
في
المرايا
المحدبة
والمقعرة
وفي
المرايا
الكروية،
وفي
مجرات
اللغة
وأقمارها
وشموسها
ونجومها
وكواكبها
وفي
كريستالات
هذه
اللغة
الشاعرة
التي
تتمرأى
بنفسها
وبالعالم،
حتى
لو
كانت
شبهات
العنف
فيها،
إلاّ
أن
الشاعر
يحاول
موسقتها
وغنائيتها
وتجديدها
وتطريبها
بالعشق
والرغبة
حتى
لو
لم
يكن
محظوظاً
حين
يقول
في
القصيدة
الأخيرة:
"لست
محظوظاً
لكي
أغفو
على
وتر
وناي"
غير
أنه
أقام
طويلاً
وكان
يقظاً
ومحظوظاً
في
صداح
وشقشقة
الوتر
والناي
وعزفهما
في
روحه
وجسده
وشعره،
وكل
إيقاعاته
الشفقية
الغاسقة
وكأن
القصائد
في
غسق
الآلهة
الذي
لغوته
وحيدر
حيدر
معاً!
لا
شك
أن
الكثير
من
المناخات
الشعرية
التي
يتطارحها
ويتجارحها
إبراهيم
في
هذه
القصائد
جديدة
متجددة
من
باب
الطاقة
والملكة
الشعرية
التي
لديه،
والتي
دائماً
ما
يفجرها
في
اقتراح
موضوعات
جديدة،
وقولها
بشكل
جديد
أيضاً،
وهذا
ينسحب
على
غالبية
شعره،
وهنا
السخونة
والغليان
في
كيفية
الخطاب
الشعري.
وقوله
كما
لم
يقل
سابقاً
سوى
في
رؤية
المستقبل
والرؤيا
التي
يتكاشفها
ويستبصرها
في
هذه
القصائد،
من
خلال
رؤيا
هؤلاء
الشعراء
سكان
هذه
القصائد،
ومواطني
الحرية
التعبيرية
فيها،
وهذا
ما
استعاده
واستعاره
من
حماوة
الروح
وحمحمتها،
ومن
رنين
أجراس
اللغة
التي
تزرع
الزمن
في
حقول
الحياة،
والقصائد
كاتدرائيات
فيها
القداسة
الشعرية
وفيها
النجاسة،
فيها
الإيمان
وفيها
الشك،
وحتى
تأله
الإنسان
الشاعر
على
ما
يقول
نيتشه،
وكأن
الشاعر
هنا
يعزف
على
وتر
القوة،
وعلى
ناياتها
أيضاً،
كما
يتعازف
أوبريت
الحظ
وسوناتا
العشق
وسيمفونية
الرغبة.
وحين
يفقد
أمله
في
الإنسان
يعلي
من
الشاعر
الإنسان
ويستحضره
في
هواء
الشعر،
وفي
العناصر
التي
تصنع
الخلق،
من
ماء
ونار
وتراب
وهواء،
ويتخالط
في
الأخلاط
والأمزجة
والمشائم
حتى
يستولد
القصيدة!
وماذا
يمكن
أن
يقال
في
قصائد
"دع
الموتى
يدفنون
موتاهم"
سوى
أنها
قصائد
نابعة
من
الكينونة
الغاضبة
المتفجرة
للشاعر
إبراهيم
الجرادي،
الذي
هو
من
جيل
الغضب
والأحلام
في
الشعر
السوري
الحديث،
حيث
انهارت
الأحلام
وتبددت،
وبقي
الغضب
كمرجل
يغلي
في
هذا
الشعر
الوجودي
الذي
يدل
على
الشاعر،
ويعلي
صوته،
ويستخدم
التداعي
السوريالي
في
الأسلوب
لكن
بطرائق
تختلف
عن
ديوان
"سوريال"
لأورخان
يسر،
هذا
الشاعر
الذي
قدمه
أدونيس
ولم
يأخذ
حقه
في
الشعر
الحديث،
من
حيث
أنه
سوريالي
ترجم
الأحلام
وأبدعها.
إلا
أن
إبراهيم
الجرادي
مقيم
في
أحلامه،
يتداعى
فيها
شعراً.
وكما
أحلامه
الخاصة
هناك
أحلامه
المشتركة
مع
الشعراء
الذين
يهديهم
قصائده،
وهم
في
المدارات
الشعرية
التي
يضرب
ويتبين
فيها
وينهدم
ويتعمر،
وهم
من
يخاطبهم
في
قصائده،
لكنه
الخطاب
الوجودي
للذات،
وتعيين
وعيها
ومكانتها
ومراياها،
من
حيث
أتت
الحرائق
على
كل
شيء،
بما
فيها
الأحلام،
وتبدلت
الأيديولوجيات
الشعرية
والأفكار
والمقاييس
وحتى
الوقائع.
حين
يرى
إبراهيم
أنه
يريد
السلام،
وهو
يعرفه
مستحيلاً
في
صراع
الأضداد،
مع
ذلك
يلح
عليه
في
هذا
التهكم
المرير،
وكأن
ما
يغلي
فيه
من
رغبات
يريدها
أن
تكون
كما
كانت
النار
برداً
وسلاماً
على
إبراهيم،
الذي
يعرف
أن
الصراع
مع
الصهيونية
صراع
وجود
لا
صراع
حدود،
وأن
التسويات
الهزيلة
للهزائم
مؤقتة،
وأن
روح
المقاومة
وطلب
الحرية،
كشعلة
إنسانية
وشعرية
لا
يمكن
أن
تنطفئ
أبداً.
هكذا
في
مهاد
الشعر
وحقوله
وحدائقه
وفضاءاته
وأشجار
القصائد
التي
جذرها
ثابت
وفرعها
في
السماء
ككرنفالات
وجودية
سوريالية
بمرايا
متشظية،
كما
هي
أجزاء
إبراهيم
الجرادي
المبعثرة.
لكن
قصائده
النازفة
الجريحة
ملتمة
ملتئمة،
وملتغمة
بعضها
على
بعض،
ولها
محارق
غفيرة
وليس
محرقاً
واحداً،
لذلك
تبث
شعاعات
اللغة
الشاعرة
في
كل
اتجاه
وفي
لا
اتجاه
بين
النهاية
واللانهاية،
وربما
كان
فيها
السينية
وما
تحت
الحمراء،
وحتى
أشعة
بيتا
وغاما،
حتى
تضيء
اللغة
الشعرية
كالراديوم
الذي
لا
ينطفئ
شعاعه
أبداً.
إن
الشاعر
في
ذهب
شموس
اللغة،
وفي
فضة
أقمارها،
وهو
على
بينة
مما
يقول،
ومما
يتهامس
ويدمدم
ويهمهم،
ويتفاصح،
ويتفاضح،
على
أنه
حتى
لو
كان
في
حضرة
الغياب،
كما
يقول
محمود
درويش،
فهو
في
اهتياج
واختلاج
ولجلجة
الحضور
الشعري،
وفي
ضراعة
وشفاعة
اللغة
الطوبى
التي
يتباركها!
وكأنَّ
الشاعر
في
مقابر
الشعر
والإنسان
حيث
هو
في
"دع
الموتى
يدفنون
موتاهم"،
لكنه
يتخلى
عن
ثمة
كلمة
"السيد
المسيح"،
و"اتبعني"؛
لأنه
يعرف
أن
أحداً
لن
يتبعه،
فلا
أحد
يقيم
في
مقابره،
حتى
لا
يرى
كوابيس
ومنامات
سيئة،
حتى
لو
شطح
الشاعر
في
بعض
العشق
كي
ينقض
جلافة
الكابوس
الذي
نعيش،
وهو
لذلك
يتكئ
على
غباره
العشقي،
إلاّ
أنه
يستغرق
في
وحول
كابوسه
الذي
بدأ
في
زمن
عتيق
عتيق
وكأنه
لصيق
بداية
الخلق
من
قابيل
وهابيل
في
القتل
ومازال
يستعر
ويتضرى
ويتلاهب
حتى
الآن.
وكأن
الشاعر
أيضاً
حليف
موته
كما
هو
حليف
حياته،
ومجاور
لموته
الشخصي
الملغوم
به،
كما
هو
في
وسط
الموت
العام،
في
"شرق
المتوسط"
خاصة
عبد
الرحمن
منيف،
حيث
نار
من
البيت
تأتي
وأخرى
من
الضاحية.
إن
الشاعر
يستشرف
في
قصائده
ذاكرة
النسيان،
ويهتك
هذا
النسيان
مجدداً،
وفي
كل
قصيدة،
في
ترجيع
مرير،
واسترجاع
ضبابي
غيمومي
للذاكرة
الجنزية،
حيث
يترجح
الشاعر
بين
المقدس
والمنجس،
ولا
نقف
إلاّ
على
متاهته
في
كونه
شاعراً
جحيمياً
أو
شاعراً
فردوسياً
تتقد
اللغة
فيه
وتبص
وتترأرأ،
وتتوهج
بفيوضات
مشاعره
وأحاسيسه
وبحراناته
الروحية
اللجية
التي
لا
تستكين
ولا
يقر
لها
قرار!
كنت
أفكر
في
الشعر
الذي
لا
يُفكر
فيه،
وأفكر
في
شعر
إبراهيم
الجرادي،
وأتساءل:
من
أين
أدخل
في
القصيدة؟
من
أين
أدخل
في
الوطن،
وكل
شعره
في
منفى
وطن،
وكأن
الشاعر
غريب
أينما
كانا،
وكأنني
غريب
معه؟
لذلك
لم
أعالج
المنفى
في
شعره،
حتى
لا
يلتبس
على
كلينا
مفهوم
الوطن،
فقد
نخر
الاستبداد
عظامنا،
وجعلنا
نقول
مع
الإمام
علي:
الفقر
في
الوطن
غربة،
والغنى
في
الغربة
وطن.
وأنا
وإبراهيم
حصلنا
على
الفقرة
الأولى
وعانينا
الثانية
ولم
نحصل
عليها،
لأنها
لم
تكن
في
بالنا
حين
اغتربنا؛
هو
إلى
اليمن،
وأنا
إلى
بيروت.
وها
نحن
الآن
كما
نحن،
عاد
هو
إلى
غربته
القديمة،
وظللت
أنا
في
غربتي
القديمة
الجديدة،
و"كل
غريب
للغريب
قريب".
هكذا
في
الشعر،
في
شعره
الذي
قرأت
تجددت
قرابتي
له
وفيه.
وقد
كتبت
ما
كتبت،
لأن
لدينا
أحاديث
لم
تستكمل
منذ
عشرات
السنين.
أثرت
التحدث
ببعضها
عن
الشعر،
عساني
آثرت
شجنه،
كما
أثار
شجني
بقصائده!
|