العدد الثالث - خريف 2007م

   
 

نصوص
 

                            أطوار من تعب الرحيل (لقراءة المقال بصيغة أكروبات)

رياض السامعي

 طَورُ الرؤيا

 

نسيَنْتُني

والحزن أعشب في ندى عينيك فوجاً من مرايا

ونَسَلت من دمع البنفسج

سورة للرمل نسرنَهَا الرحيل إليَّ أطواراً تكاشفني

انصياع الضوء للنهد الذي فسْفَرتِه طرقاً من الياقوت

فامتلئ بهاوية انبعاثي من الشظايا

قولي يا (أناي)

تغَرَّب العشاق تهذيباً لأيقنة

انتظارك «لاندلاق الحب»

ماجوا في أواني فُخِّرت آناتُها ذكرى

لهديلةِ الصدى المشطور بالإعياء

من صدأ الطلاسم في طلاء الخوف

قوليه نيسَنَةً كوجهي

حين تُثْكِلهُ أسئلَتي اللواتي غمرتهن

بلوعتين من النشيج:

ربما!!

أنطَقْتِه خجلاً وسار إليه وِترا

ثالث الإثنين يرسف بالمنى الثكلى

ها.. إن المدى أعياه في ضجر الزمان الريحُ

انزلقت أحاجي الرافِدينَ إلى الندى

المزروع في كَنفِ الغبار الرخو

واستلقى

على أجفان بهجته محار الصوت

عاد كبرتقال القلب

نيروني المرايا

آب إلى خيام البحر موتى المتعبون

عادوا

يقطرون شوارداً من خمرة الذكرى!!

والمدائنِ تلفِظُ الشعراء من قلقٍ يؤنسمُهم

-في الدخول إليَّ- حزناً حادي الصرخات

أسطَرَني كرؤيايَ التي ذاويتها

إرباً من الأوجاع تطفو

حيث كانوا في هناك

يقطفون الحزن أعماراً

تحدق في الرياح

وحيث كانت في هنايَ تُدير فرقتها

صباحاً مثقلاً بالموت صاحبتي

التي صَهَرَتني فيَّ كغيمةٍ

أرِقَتْ يساهرها ارتيابٌ ذابلُ الأشذاء..

خنجَرةٌ كرمانِ الأماني الحارقات العشق

أهذي في الغياب:

بكِ يا أنا أثمَلتُ أبواب القصيدة

كالرجاء ببهجة ذَبحت أغانيها

-كصارية النوارس- طاوياتُ الليل

بكِ يا أنا أمكنْتِي رفضَك بالأنا

المشنوق بالأمل الطريد

من الوجوه العاصرات الحزن كالسلوى

واستفاق المتعب القروي يعقوباً جديداً

طار في عينيك مكلوماً بأنسِ يمامةٍ

أنْقصتني مني

وغادت في أقاصي الروح وانفلقتْ

شجونٌ شاحباتٌ

وجْدَنَتْ نسيانها والصمتَ

أولى أمنيات الموت بالرؤيا

ألا فلتشهدي

أني انبلجتُ مساكناً للريح وانتَشَرَتْ

طيوراً من بنفسج في منافيها دموعي

كلما واجعْتُها هَدلَتْ

وبثت نايها للشهد تقريباً وأطوار الرحيل:

لا أنتِ مني.. ولا أنا

إثنان من تعب الهوى اتفقا

على موتٍ إضافيٍ

يطيل الروحَ حتى تغمر الذكرى

شوادي القلب أشباحاً من الفقراء

فامْشي في الرحيل إلى نهاياتي

فقد أزمَنْتِ أحزاني

وجِلْتِ المنتهى أطلالَ صائفةٍ

بحبٍّ طاعنٍ في الوردِ... فاكتملي

على أنقاض غربلَتي تماماً

من مصابيحي

واكسري قلبي القديم بطعنةٍ فَرْحَى

تُعَدّل صوت قافيتي:

ألا ليت الهوى موت ويا ليت الذي

قد كان في عينيكِ كان رفاتي...