العدد الثالث - خريف 2007م

   
 

نصوص
 

لعيون العجب (لقراءة المقال بصيغة أكروبات)

                                                         هزاع مقبل

كلُّنا والترابُ هنا للعجبْ

كلّنا والسحابُ

ورقصُ السنين هنا للعجبْ

كلّنا ها هنا عجبٌ في عجبْ.

 

لعيون العجبْ

كلّنا يزدهي ببناء العجبْ

كلّنا راكضٌ رافلٌ بالعجبْ

نبضنا عجبٌ

عشقنا كلُّهُ عالقٌ بالعجبْ.

 

لعيون العجبْ

كلُّنا واهبٌ زاخرٌ بالعجبْ

كلّنا نافخٌ روحَهُ في العجبْ

كلّنا واحدٌ فوق وحدتنا

بخيوط العجبْ.

 

لعيون العجبْ

قد مددنا البلاد بوحدتها

ساحةً روضةً

لحياة العجبْ

فلتعش آمناً هانئاً يا عجبْ!

 

لا تخفْ ما ترى

من نفور الهوى

والخطى.. لا تخفْ

كلُّ خَفْقٍ بنا في حدود العجبْ

كلّ أحلامنا حطبٌ دائبٌ

-مثل أيامنا- وعليها اللّهبْ.

 

لا تخف أبداً من زوابعنا

من مناراتنا وشراراتنا

من صواعقنا وطوافِ الغضبْ..

ذاك في زهونا بعض ما يقتضي

فَنُّنَا في العجبْ.

 

لا تخف يا عجبْ

نحن نُعلي الهوى

-أنت تدري بنا-

وصباباتنا لم تزل بالندى

ملءَ صدر السماء على جِدِّها

ما انطفت مَرَّةً

وحمائمها لا تكفُّ الصَّخَبْ

ذاك في رسمنا بعض ما يقتضي

طولُنا في العجبْ.

 

فلتعش يا عجبْ

آمناً هانئاً

لن تنال يدٌ للزمان يداً

ها هنا تصنعُكْ

لن تجيء الفصولُ التي لا تحبُّ

ولا أيُّ ريحٍ لها أن تمرَّ

بما يوجعُكْ

لن يقلَّ الجدارُ الحصين بنا

لن يقلَّ الفداءُ

وتدري بنا

إننا مَجْمَعُكْ

فلتعش يا عجبْ

أرضنا جنةٌ

وبنوها ذهبْ

عربٌ يا عجبْ..

كلُّنا واحدٌ فوق وحدتنا

خالصٌ للعجبْ

قد قلبنا الحياة على حاجبيها

قلبنا الزمانَ

مضينا على الخُلْف في كلِّ قصدٍ

قلبنا الأسامي

قلبنا المعاني

قلبنا الدروبَ

قلبنا الخطى

وقلبنا الرُّتَبْ

فلتعش يا عجبْ!

 

لم يعد أحدٌ

حافظاً وتراً

من أصول الهوى

لن ترى بيننا

من له ذِكْرٌ لمنابعهِ

من يميلُ بنا لمساراتنا

من يقيمُ مدىً

أو يعيد الخُطبْ

فلتعش يا عجبْ!

 

لا أميرٌ هنا

لا مليكٌ سواكْ

لن ترى نبتةً في مداءاتنا

لن ترى ريشةً في فضاءاتنا

غير ما تشتهي أن ترى مقلتاكْ

كلُّ مَدٍّ لنا قد جرى بهواكْ

            واستوى لهواكْ

كلُّ موجٍ لنا قبلَ طَلْعَتِهِ

أدركته يداكْ

قد بلغتَ الذرى

فلتعش هانئاً

ماجداً بعلاكْ!

 

كلُّ شيءٍ لنا

قد مضى وانقضى

راضياً بالعجبْ

لم يعد أحدٌ مدركاً أحداً

كلُّنا واقفٌ غارقٌ بالعجبْ

كلُّنا ما ترى:

يومنا زائلٌ

غدنا قد ذهبْ

فلتعش يا عجبْ!