العدد الخامس - صيف 2008م

   
 

نصوص
 

عِناداً يَسطَعون (لقراءة المقال بصيغة أكروبات)

سليمان العيسى  

كَخيوطِ الشَّفقِ الأولِ...

 قبلَ الفجرِ...

 فجراً... يَنْبُتُونْ.

 مِنْ دهاليزِ العُصورِ السُّودِ

 في خاصِرَةِ الأرضِ...

 بِشَاراتٍ...

 مَفَاتيحَ ضِيَاءٍ...

 يَطْلُعونْ.

 كنتُ بَشَّرْتُ بِهِمْ

 ما زلتُ أَحميهمْ بآهاتي وجُرحي،

 وأُسمِّيهم:

 غَدِي الأجملَ والأنقى،

 وما زالوا...

 بهذا "الحَلَكِ الدامي"

 شبابيكَ ضِيَاءٍ يَطْلُعون.

 وبِحُلمي... يكتُبونْ

 وبِجُرحي... يَحْلُمونْ

 رُبَّما لم يَفعلوا شيئاً

 لِهذي "الجُثَّةِ" الملقاةِ بينَ الماءِ والماءِ

 ولكنْ... يكتُبونْ

 وبنبضي المتَشَظِّي بينَ أَشداقِ "الأفاعي"

 يَنبضُون...

 إنني ما زلتُ في أعماقهِمْ أَحْيَا...

 وما زالوا بأَعماقي

 نَباتاً عربياً... يَطلُعونْ.

 لم "أُذِعْ" موتَهُمُ يَوماً، ولم أَهْلَعْ،

 وفي كل صباحٍ يُقْتَلون

 أَنَا لن أُبقيَ عُكَّازي على الأرضِ،

 ولنْ أُسْلِمَهُمْ "لِلْخَنجرِ" المغروزِ

 في صدري

 ودَعْهُمْ

             في ثَنايا حَشْرَجاتي

                         يُومِضُونْ.

 حُلُمٌ حُلْوٌ... تَحدَّى كُلَّ أَشداقِ "الأفاعي"،

 إنَّهمْ حُلمي...

 ويوماً بعدَ يومٍ...

                         يَكْبُرونْ...

 لم يَزالوا... مِلْءَ أشْعاري

                           وعُكَّازِي...

                            عِناداً يَسْطعونْ.

 

 دمشق، 2005