نصوص
التوق
للخروج من الدائرة ()
علي الفهد
شاعر من اليمن .
ليتني قطرةٌ
لا تصالح جداولها
إن أتى طائر سبقته إلى حلقهِ
قبل أن يرفع الماء منقاره
أو يعود قنوعاً ببعض الخرير!
ليتني قطرةٌ
إن رأت وردةً
صعدت بين أغصانها
كي تُفجِّر أكمامها
وتفوح عبير!
ليتني قطرةٌ
لا قرار لها
لا تخادعها ثرثرات النوافير
ترمي بها كل حينٍ إلى أجلٍ
عرفتهُ وسمّتهُ
ثم تُحطمها
فتموت
لتولد في حوضها
من جديد!
ليتني قطرةٌ
تُطعم الوهم بعض الحقيقة
تغسل وجه السراب بأفيائها
ترفض العيش في جرّةٍ لشيوخ القبائل!
ليتني قطرةٌ
لا تصيرُ إلى رحمٍ لبعوضة الأنوفلس!
ليتني قطرةٌ
كلما أدرك الموت أحدهم
غاص فيها
وصار إلى كائنٍ ما توقعته أن يكون!
ليتني قطرةٌ
لا تجففها منشفات اليتامى
ولا عِفة الفقراء
ولا تكتشفها لسان الحقود!
ليتني قطرةٌ!
ليس حُلماً حرياً بأن أدعيهِ
سوى ليتني قطرةٌ
قافُها قلقٌ
طاؤها طافحٌ
راؤها راسخٌ
تاؤها توقها للخروج من الدائرة!
|