نصوص
مَنَامَةُ كَاسْترُو ()
نزار شقرون
شاعر وناقد من تونس.
الثَّوريُّونَ
القُدامى
عَلَّقوا شَاربَهمِ
البُلشُفِي
على فَوهةِ
النَّرجِيلَة
تَطَايرَ شَعْرَةً
شَعْرَةً
مَعَ دُخانِهَا
نَزلتْ الأَحلامُ
في مصَبِّ الزبَالَة
قُربَ المَصْنَع
الكيميائي
ظَلتْ رائحَةُ
العُفُونَة
أعلى من رائِحَةِ
السِّيقارْ الكُوبي.
الثَّوريُّونَ
القُدامى
في السُّكْر
يَشتُمونَ القَصْر
وَفي الصَّحْو
زواجُ مُتعَةٍ بلاَ
أجَلٍ وَلا أجرْ
في مَنَامِهِ
رَآهُم
كَاسترُو
يَزْحَفُونَ ضِدَّ
أَصَابِعهِ
لِتِسْعِ سَاعَاتٍ
أضنَاهُ التَّفْسيرْ
أيَقَظَ ابنَ سِيرينْ
من خَلْوَتِهِ مَعَ المَلَكَينْ
مَا سِرُّ
الثَّورِيّينَ؟
نَفَثَ دوائِرَ
ودَوَائِرْ
رَسَمُوا الثَّورةَ
غُرفاً للإيجَارْ
كَتَبوا بلسَانِهِمْ
عُقوداً غيرَ
مُسَجَّلة
خَرائِطهم على
الرَّملِ المُتَحَرّكْ
والعَناوينُ
تَتَنَاوبُ على
البريدِ الإلكترُونِي
تُغازِلُهُ
بِطُهْريَة آباءِ الكنِيسة
المدينةُ
كالبَلدة
كالأُمّة
يُقشرونَ الوَردْ
بإصْبِع وَاحدٍ من
شَارةِ النَّصْرِ
يستحمِقُونَ الناسَ
في الشَوَارِعْ
سَمِعَ هُتَافَاتِهمْ
ما زالَتْ تَنْخُرُ
مَخْدَعَهُ
من يأتي بِهِمْ
وَسَطَ دُخَانٍ
الغُرفَة
التي يَملِكُها
كاسترُو من جَيْبِهِ الخاصْ؟
لَمْ يُجب اِبن
سِيرينْ
يَحتاجُ إلى مزيدٍ
مِنَ الكَلامْ
لَكنَّهُم عَرْبَدوا
في الكَلِمَاتْ
لَكمْ مَاتَ ثَوريٌّ
قَبلَ أنْ يَخيطَ
كَلمَةً واحِدة!
والثَّوريَّونَ
القُدامىَ
يَتَأبَّطونَ
الحُرُوفْ
وَيَنْحرُونها خارجَ
الأعيادِ الديِنيّة
يَغيبُ
الثَّوريُّونَ
يَومَ العِيدِ
الكَبيرْ
مِثلمَا تَستَقيلُ
القِطَطْ
منَ السَّاحَةِ
العَامَّة
الكِلابُ
تُناصرُ أعدَاءَهَا
الطَّبيعيّينْ
الحَيواناتُ تُعْطِي
دَرساً في المناورَة
الثَّوريُّونَ
يَنهَبُونَ جِلْدَ
الحُرُوفْ
ويُشيعونَ بأنهم
ذَبحوا
ما يَجبُ أن يُذبحْ
استعَصى الأمر على
ابنِ سِيرينْ
هذا هَولٌ
يَأتي
قبلَ النَّفخ
منْ يُطَمْئِنُ
كَاسترو
بِأنَّه قريباً
يُقَبِّل وجْنَةَ غِيفَارَا؟
الثَّوريُّونَ
القُدامَى
نَفَخوا في بَطْنِ
القَارورَة
أصواتَهُم
تَرتَعِدُ الأَجِنّةُ
في أرحَامِ
الثَّوْرِيَّات
والدُّخَانُ
قَتَلَ الغُرفة
تَبخَّر ابنُ سِيرينْ
من ثُقْبِ البَابْ
أَغْمَضَ كاسترو
يقظته
خَشِي مِنْ تَأجِير
الغُرفة.
|