|
|
|
|
||
|
العدد الخامس - صيف 2008م |
|
|||
|
نصوص
مزاجٌ
آخر (
أحمد
عبيدون
إلى صديقي الأسود الذي لا يشيح بقلبه عن الآخرين.
وجهيَ أسمرْ وقلبيَ مثل المحبة أسمرْ وأهوى الزواجَ بزنجيَّةٍ كالزبيب معتَّقةٍ من عقيقٍ وعنبرْ أحب التمارين مفتوحةً في فضاء المحبةِ، والعدوَ كالشنفرى، أو كعنترْ أحب السواد يشقق في وجنتيه السيادة كالود إذ يتخثرْ أشم المسافات سوداء تركض مثل خيول العشية أو كالغموض الذي لا يُفسَّرْ ولي بلد أسمر اللون يشرق كالنون أو كاهتزاز السكون ولمياءُ معجونة بالزمان كنغمة دان، أو كانتظار المكان أحبك كالنحو يهتز في الكلمات يسبِّحه في الزمان جدّي (أمان) له وقع خيل المثنى ومنطق لقمان واسميَ آدم يا امرأة في صباحة حواء وحواءُ في لغتي لونها أسودٌ كالتراب، وكالماء أحبك مثل الرجوعْ ومثل السويداء بين الضلوعْ أو كالركوعْ وكالجوع ْ تزهر بين يديه الهواجس مثل الشموع ْ ووجهي أسمرْ وقلبي مثل المحبة أخضرْ وجدّي بلال له خافق كالظلال يمد على صهوات المسافات "الله أكبر" ولوني فعلٌ ومصدرْ تمر عليه الغيوم فينحلُّ يهطلُ أحمرَ أخضرَ أصفرْ مثل احمرار الزبيب ومثل سواد العراق وكالبقرات السمان وكالماء إذ يتفجَّرْ ومثل اسمرار الغيوم وكالقبلات الحيارى وأخطرْ أحب العبيد لأنـهمُ يشبهون النشيد يذوبون في القلب مستبشرين كقطعة سكرْ لا أكره الصبح لكنني أعشق الليل أكثرْ لأن الليالي تدل عليها الشموس بإصبعها ثم لا تتغيرْ وقلبي أسمر مثل النبات ومثل ازدحام الأشعة في عرفات وأعرف أن المسافة بين الحبيبيْن سمراء وأن الملاحة سمراء والغيم أسمرْ وأن النهار جنين يثرثر في رحم الليل من قبل أن يتفجَّر والحب أسمرْ والخيل والليل والعلم والحلم والصيف والضيف والمال والآل والسمع والدمع والنيل أسمرْ وحضن المآل ورمح السؤال وقافية من رمال ووجه الحقيقة أسمرْ يا صاحبي سيِّدٌ أنت إن السيادةَ مولودةٌ من سواد المحبةِ والحقِّ والوعدِ يجري إلى كهفه ثم لا يتأخرْ.
15/12/2007
|
||||
 |
||||
|
|
||||
