العدد السادس - شتاء 2008م

   
 

نصوص
 

قد لا يكفي أن أفتح النافذة! (لقراءة المقال بصيغة أكروبات)

أحمد العجمي
 شاعر من البحرين

أحبُّ شعبي البسيط جداً،

كتفاحة حمراء

كخرافة من زجاج،

بجناحين مقوسين

يحلق بي فوق مرتفعات

لا تطالها نظرات الأعداء!

                        * * *

أحبُّ شعبي

حينما يترك المذنبات

تتقصى أحلامه الأبدية،

ووقتما تصحو العصافير

يحذرها

من ألعاب الحروب!

                        * * *

نعم، أحبُّ شعبي مستيقظاً

يراقب أسراب الأحزان

وهي تخترق صمته،

وغالباً

ما ينسى أمنياته المرتبكة

تسيل على الجدران!

                        * * *

أحبُّ أطفال شعبي

ففي عيونهم يسهر الياسمين

وتشرق الموسيقى الصافية،

خاصة

لحظة خروجهم من المدرسة!

                        * * *

أحب رجال شعبي الطيبين

ففي صفاء نظراتهم

تشتد وطأة الأحزان

إلا أنهم

ناضجون كشمس

ولهم قدرة على الإبحار

لاحتضان العالم!

                        * * *

أحب نساء شعبي

منحوتات من الصمت

وقريبات جداً

من ملامسة السماء،

وفي عمق الزرقة

يلقين بجراحهن لتشرح بدء الضوء!

                        * * *

أحب المراهقات والمراهقين

أراهم في المرآة

يبتسمون لألحان الفراشات

ويشعلون النيران في البحر

ويمكنهم أيضاً

طرد الأشجار الفاسدة

من أغلفة الكتب!

                        * * *

أحب العمال البسطاء

لا يمتلكون سوى ضوء القمر

وأغنية لم تجف بعد،

وفوق هضبة القهر

يشعلون مراكب رقصهم!