العدد السابع - ربيع 2009م

   
 

نصوص
 

أشياء المغني التي أزهرت في الفكين(لقراءة المقال بصيغة أكروبات)

(إلى أحمد قاسم دماج)

محمد الشيباني
شاعر من اليمن

"تشبه كل شيء

ولا يشبهك شيء سواك"

قرقعة مثل هذه

لا أظنها ستعرف بـ:

الحكيم وجذر الحكايات الضارب عميقاً

في الهاجس الناحل

البسيط مثل أحلام "الأيهم" والذين معه في الطفولة،

الزاهد إلا من الحب

والماء غير المكسور،

القليل المتكاثر في القول،

الصعلوك هائشاً خمساً وستين سنة

بمزاج راع يتفشى فينا

مثل غيمات نيسان في القرى.

 

فاتحو الكوى القديمة

هم أيضا فاتحوا "بوك" الأيام الحميم

وكلهم مثقل بضجة سؤال

تنقشه الرغبة مثل حناء:

من أين ابتدأت الآهة البكر "أيها الولد"؟!

هل من أزقة قرية معلقة على جبل "التعكر"

حيث لم تزل الأمُّ ترعاك مثل طفل.

ربما من "قاهرة" الرهائن

المقدودة من جبل أحمر

ومن قيدين صدئين حفرا كثيراً في عظام

ابن الثامنة.

هي عند بعضهم

من صفحات الكتب الممنوعة

التي وصلت إلى المضاربة والخبوت

قبل قرن منصوف

وهي عند الشاعر

من طرقات الأصابع الخجلى للقصيدة

الأولى على باب غير مغلق في الضلوع

اسمه القلب.

 

ومع كل ذلك لا بد للمغني أن

يتعالى بصوته المصفى

المغني بوجنتين يابستين

لأن نايات القصب المائي أزهرت

في الفكين الطريين.

 

ولا بد للطائر أن يحضر برفيفه

بعينيه الحادتين

لأن كل ما هو معشش في الرأس

يقرأ  فضولنا من شاهق "أيها الولد"

القريب من اللوعة

نفسه القريب من الفقد

فلا يستأنس الكائن

بما يمكن اعتباره مدخلا للألم

ولهذا السبب "أيها الولد"

سنفصح عن مدوناتنا المخفية

التي كثيراً ما نؤجل إشهارها

لنكتشف لاحقاً أننا أسانا

تخزينها

مثل معلبات

منتهية الصلاحية.

 

أكتوبر 2004