العدد السابع - ربيع 2009م

   
 

نصوص
 

مواجيد سبئية (لقراءة المقال بصيغة أكروبات)

نشوان محسن دماج
شاعر من اليمن

سبئيةٌ

كان الحنينُ يشق دربَ دمي إليها

والوقتُ منعطفاً أُكابدُ فيه لحظة أن أعود،

أنا القتيلُ أسىً

ظمآنُ لمّا أرْوِ بعدُ مسافتي

وأنا الغريب تقاذفتني الريح، أعْدو

ساهماً في الظن، بين دجىً تسرْمدَ، لا أعي

أمشي

ألملمُ في الزحام عزاءَ عيشي

وأبحث عن وعاء الشوق يحملني إليها

بملء الشوق أركض، تاركاً جسدي لموج الصمت

مادّاً صرختي للعابرين: تزوّدوا!

هاكُمْ بقلبي ما يُبلسم كل حزنٍ أو عناء!

هاكم مليكة حسنها!

هي ما استُهل به الخلود وعانقته الأرض،

ما شاء الصباح لها

ولكل طيرٍ أن تكون...

...

سبئية

ويلُوحُ في الأفق البعيد ضياؤها

يا وجهَ من أحببتُ: زدْ من شوق ذاكرة الندى

ميســــاء يا ميســــاء!

يسكنني الضحى العبقُ النسائمِ كلما ارتسَمَتْ في القلب أحرفُها

جَللاً تباركها السماء

ميساء هذي السندسيةُ في نقاء الضوء تسمقُ

يا شذاها

حين يعبرني كأصدق ما يقول القلبُ للقلب

استفقْ

يا عنفوانَ الخمر، كأسك في دمي طاوٍ

أفقْ واسمع لتزرع للمسافة سُلّماً من كبرياء

لا شيء أكبر من غدي

لا ، لا أجلَّ من اللقاء..

دعوا الحنينَ يعود ثانيةً

ويكتب للوداع خطىً

ويرحل في البعيد...

...

ميساء يا امرأةً تعاف الزيفَ

كوني مثلما أنت: الحقيقة،

أنت

لا جِيَفُ الزحام وما سواها

من كائنات الليل أنهكَها العراء

لا، لستِ ذات سُدىً أتيتِ الأرضَ كي تلدي الهباء.

ميساء

لم يجِدِ القصيدُ إليك أحرفَهُ

محالٌ أن يعيكِ الوصفُ سيدتي

كبرْتِ على النساء

طربي الشجيُّ إليك لحناً فاقبليه

وسامحي إنْ رمْتُ يوماً عنك

ها أنذا أمدّ يدي

وجُلُّ دمي غناء.

ميساء

عودي بي إلى الصلوات

أشرب من رحيقك لا أموت...!