العدد الثامن - صيف 2009م

   
 

نصوص
 

إنتماء (لقراءة المقال بصيغة أكروبات)

أحمد قاسم دماج

 (1)

الأمر يعنيني

أنا ابن اليقظتين:

دمي و«صنعاء»،

وأنا سليل الموج في «عدن»

ونجل النجمتين

وشغاف قلبي

بعض ما تهب الجبال لعاشقيها

الأمر يعنيني إذاً...

فليأخذ الزهو المقدس بالترانيم السنية

نحو وجه الله

وليعكف على المحراب مبتهلاً

ففي تشرين ترتجلُ القصائد زهرها

والبوح نشوته

ووجه الأرض رونقه

وتهتزُّ الجهات جميعها طرباً

ويبتدئُ النشور

فالأمر معنى أن تكون.

 

(2)

لي ذكريات في الروابي الخضر

تأخذني على مهلٍ إلى عشقي

تغسلني بضوء الفجر

تغمرني... فتنهمر المعاني

خفق البروق على ذرى «عيبان»

لا عَلَمٌ على «نقم»

و«صنعاء» نهب هذا الليل

لا نجم يلوح ولا جداول

آهِ من ليل يصادر توقها والروح!

وآهِ من شغفي ومني!

كلما ذهبت إلى أوجار هذا الليل

زاد تعلقي

وضممتُ عشقي

آهِ من «صنعاء»

            ومني!

 

(3)

أيلول أبهى لحظة في العمر

من أين النفاذ إلى بهاءٍ سرمدي لا يزول؟!

كان الندى أعلامَ قافلة الرحيل إلى الشروق

وملاعب الفتيان كانت مترعات بالغناء 

وتقافز الصبيان من فرحٍ هناك زنابقَ

الروض المسيّج بالزنود

يا فرح أيلول الذي لا ينتهي

عُدْ لي

أصبُّك في حنايا الروح أنغاماً وحباً

والتياعا

عُدْ لي

يصير الضوء مهري

والزنابق كل أصحابي

وغصن الآس والزيتون أسيافي

وعُدْ لي

نعتنق

ونراقص الأنداء والأضواء والطرب

                                                الغشوم.

 

(4)

طارت بنا الذكرى

أفي تشرين تكمن روعةُ الذكرى؟!

أم النسمات تختزن الأريج من البنفسج

ثم تأتي عنوة في موسم الذكرى؟!

أرى فيما أرى

الأشجار مُطْرِقَةً

ووجه مدينتي جهماً

وأبصر في تجاعيد الجبال توثُّبَ الحنق المقدس

ليت أن الفجر لم يكبُ

وأن الساح لم يخلُ

وأني لم أشب ولم تجللني التجاعيدُ

                                                الكثار!

 

أكتوبر  2008