العدد التاسع - شتاء 2009م

   
 

نصوص 

الحجر يطفو على القصيدة (لقراءة المقال بصيغة أكروبات)

جلال الأحمدي
شاعر من اليمن

من خرج من الحانة أولاً: الحزن أم النبيذ؟!

القصيدة أم الشاعر؟!

ومن يكون الموت في حضرة أنثى؟!

أجهل التفاصيل المملة

وأكره ربطات العنق، والهواتف التي لا تُجيب.

                        * * *

منتشياً بهزيمتي ثملاً بأوجاع من حولي

أدخل مدن الأقنعة

أطرق أبواب الخطايا فأفزع الشيطان

أكسر نوافذ الحظ فتهرب خفافيش الكلام

أطارد قطط الحكايات المجذومة

وكلاب الأوجاع المسعورة

ثم أقف على بوابة المنفى لأختار من يذهب إلى الجحيم أولاً.

                        * * *

أيها النبيذ

متى كنتَ نبيا؟!

متى آخيتني مع الحمّى.. وهلوسات الريح؟!

متى آمنتُ بأنك الوطن الوحيد؟!

متى علمتني بأن الحجر يطفو على القصيدة؟

                        * * *

افتحوا الغيم،

عندما أكون وحيداً وبارداً يصبح الغيم ثقيلاً جداً

افتحوا الغيم، أخرجوا قوارير الموت وجثث الأشجار الغريبة

أخرجوا الأوطان المثلجة

وصناديق الحناء قبل أن تصير بارودا

أو ملجأً لبصاق العابرين فوق أجسادنا

أشفق على البحر الذي ينتظر هذا الغيم

أشفق عليّ، على أحجار سوداءٍ لا يحق لها أن تموء

وعلى الدمى التي تقوم بالدور

من ينقذني من المعادلات الصعبة؟!

فمنذ لا أدري وأنا أكره كل الجداول..

جدول الحصص، جدول الضرب، وجدول القرية...

عالقة أسناني في الكلام

وأصابعي القطنية تركتها في آلة الغسيل..

من ينقذني منِّي؟!

وما من جدار إلا ويسكنه شاعر

ما من رصيف إلا أنا

وأنا لا أعرف كيف أقتل زهرة لأحصل على بطاقة انتماء للعدم

أو أحظى برضا الشيخ

فقط افتحوا الغيم،

أخرجوا معداتكم وملابسكم المتسخة واحشوها بالعناكب والزيت

ثم وزعوا علينا سجائر بالمجان.