العدد التاسع - شتاء 2009م

   
 

نصوص 

مقطعان من قصيدة (لقراءة المقال بصيغة أكروبات)

عبد الكريم ياسين المقرمي
شاعر من اليمن

1- صنعاء 

صفحة من كتاب

صنعاء ذاكرتي

ومُدخل وعي

مسائي المكثف بالبوح

"باللغة البكر"

وأمكنتي بالشجون

مدى الضوءِ

والوجد

هجرة الورد

وأزمنتي بالهديل

لها فرحها

وزينتها

وعشاقها

حين تمضي إليها الفصول

كنتُ في بُعدها

أستجرُّ هواها.

وأرسمها في عيون المساء

نجمة شوقٍ

باقة عطرٍ

وغيمة شعرٍ

في مرايا السهول...

صادفتها في "كتاب المقالح"

"امرأةً هبطت بثياب الندى"

عروسَ خباءٍ بفستانها

تجدول للشمس معنى الشروق

أنت ضوء الكلام

وميقات روحي

عُمرةُ القلب

حال المعاني

مقام القصائد

في فصولِ الغرامْ

لي فيكِ حظٌ من النبض

والعشقِ

حظٌ من الصلوات

لي فيكِ حظٌ من الشوقِ

والشعر

والأمنيات...

2- تخلٍّ

 صفحةٌ من كتاب

في حضرةِ الشيخ

في تكيةِ الروح

كنتُ في عبثٍ أستفزُ السؤال:

سيدي! ما لا أنا؟!

قال:

إبليسُ في رفضهِ

وآدم في شجرِ الخلد

قابيلُ في الاشتهاء

وأنت...

وكينونة الآخرين

نفسكَ والهوى

قلبكَ والصخر

عصفكَ والحريق

دمك والحجر

جوفك والتراب

تتأففُ الريحُ منك

"تفرُّ العصافير من شراهةِ عينيكِ

يمقتك الظل

وتهجرك الأغنيات"

تستغفرُ الأرضُ منك

من خطوكَ

فوقَ طهر الأديم

فما أنت إلا ارتجاع الخطايا

رائحة الإثم

مأوى التعفن

جسدٌ للنتانةِ أنتَ

ومنتجعٌ للذباب

تخلَّ عن الجسد، الوقت

عنك

عن لعاب تشهيكَ

وغارات كفيك

عن حقدك الآدمي

ثم اقتربْ

واقترب من صفوةِ الصفو

من روحك

واغتسل من أناك.

                        * * *

قلت: يا سيدي!

ارقُني الآن من لمةِ النفسِ

من غمةِ القلب

من لوعةٍ في المآقي

من طينةِ الروح

وخسر الضمير!

قال ليْ: لا أنا.

قلتُ: يا سيدي!

لا أنا...

ألقى عصاه

وجلبابه

رمى خطوه

ومضى للبعيد...

                        * * *

قلتها: لا أنا

فأثمرَ قلبي

واخضرَّ وجدي

صفت بالمحبةِ روحي

وجدتُ المعاني

فجف على شفةِ الصمتِ

            نبضُ الكلام.