العدد  الأول - شتاء 2007م

   
 

سؤال العدد
 

كيف ينظر الشعراء إلى مكانة الشعر الآن؟  (لقراءة المقال بصيغة أكروبات)

 الشعر.. كأن تخترع اسماً لجبل

استطلاع: علي المقري

بعد كل التحولات الثقافية في العالم، لوحظ تضاؤل مكانة الشعر في العالم، سواء من ناحية حجم النشر أم من ناحية المستوى العلائقي بين النص والقارئ.
فكيف ينظر الشعراء إلى مكانة الشعر وظيفيا وأهميته في ضوء ذلك؟
 القضية/ السؤال توجهت به «غيمان» إلى عدد من الشعراء العرب، هم: سعدي يوسف، وديع سعادة، سيف الرحبي، محمد حسين هيثم، سعاد الكواري، نشمي مهنا، إيمان مرسال، يوسف رزوقة، ومحمد الشيباني.. وكانت إجاباتهم على النحو التالي:
 

     الشعرُ يحرِّر الشاعرَ من أغلاله

  •  سعدي يوسف (العراق/بريطانيا):

 - قد يصحّ القول بانكفاء الشعر على بلدانٍ أو أممٍ معينة في فترةٍ معتمة من تاريخها، كالفترة التي تمرّ بها أمّــةُ العرب: مبعَـدةً عن مسار حركة التاريخ، مغلوبةً على أمرها، منهوبةً مسلوبةً.

 لكن هذا القول لا يصحّ على الأمم الأخرى. في الولايات المتحدة -مثلاً- أكثر من خمسمائة مجلة متخصصة بالشعر، والشعرُ يحيا على أفواه الناس في التظاهرات والتجمّعات، مصحوباً بموسيقى القيثار. في المملكة المغربية يحظى الشعر بإقبالٍ من الناس لا حدّ له. وفي دمشق يُقرأ محمود درويش في ملعبٍ لكرة القدم! وأنا سعيدٌ بأن أعمالي الشعرية طبعتْ خمس طبعاتٍ. المسألة هي أن الشعر عملية تحرر وتحرير. الشعرُ يحرر الشاعرَ من أغلاله.

 وحين يتحرر الفنان الفردُ -الشاعرُ هنا- من أغلاله، يقيم علاقةَ حريةٍ مع الناس مسهماً في تحريرهم، هم، من أغلالهم.
 لكن الشاعر سوف ينكفئ حتماً، إنْ رضيَ بواقع التابعِ.
 والشاعرُ التابعُ في عالمنا العربي هو النمط السائد: علائق العمل  والخبز اليومي... إلخ.
 إذاً، لِــمَ يهتمّ الناس بالشاعر التابع؟
 الناس بحاجة إلى المُحرِّر، والمغيِّــر، والناقد.
 ولسوف ينصرفون عن الشاعر التابع وشعره.

 

       وظيفة الشعر هي إلغاء الوظائف  

  • وديع سعادة (لبنان/ استراليا):

 - لا يتوخى الشاعر شيئاً من الشعر، ولا أخال القارئ يتوخى منه شيئاً أيضاً. ولذلك لا الشاعر مهتم بتضاؤل مكانة الشعر أو بانتشاره، ولا القارئ مهتم. غير أن الشاعر سيبقى يكتب، سواء كان هنالك قارئ أم لا؛ لأن الكتابة أشبه بغريزة، غريزة الذات مع الذات وليس مع الآخر، موضوعها الذات أولاً، لا يستأصلها الآخر سواء غاب أم حضر.

 الكتابة أشبه بغريزة، أو ربما بوهم. فمن يقوى على انتزاع الوهم من الموهوم؟! لا أحد على الإطلاق. لا القارئ ولا الانتشار ولا المكانة ولا شيء، سوى فقط الموهوم نفسه. وهذا لا يحدث إلا نادراً. لا يحدث إلا إذا شاء الشاعر قتل وهمه. ولكن، إن قتل الشاعر الوهم ماذا يبقى لديه؟!

 بعد ذلك، هل يمكن الحديث عن وظيفة للشعر؟ هل يمكن الحديث عن وظيفة للوهم؟
الأرجح أن وظيفة الشعر هي إلغاء الوظائف.

 

        علامة العافية والصحة الروحيّة

  •  سيف الرحبي (عُمان):

 - حين يضيّع الإنسان مكانه في العالم، كما عبّر سارتر في وصفه للإنسان المغترب أو المنفي، يصبح الشعر ضرورة وجوديّة وحياتية، نوعاً من عزاء وملاذ في ظل اكتساح أزمنة الوضاعة وقيم القطب الواحد أو الرؤية الواحدة مهما كان مصدرها، اللاغية لأي تمايز وفرديّة ولأي تجلٍ روحيّ في الوجود.

 الشعر في مقدمة الفنون الأخرى، تزداد ضرورته إلحاحاً. ومنذ سحيق الزمان، كان التعبير الشعري والنثري على السواء، إذ لا أقيم وزنا ذا بال لهذه الثنائيّة المفتعلة غالباً، كان ضرورة وصلاة وعلامة وجود أعمق حتى في الأزمنة الأقل وحشيّة، وأكثر براءة ونضارة وعاطفة من زمننا الراهن المليء بالأكاذيب والإدعاءات الفارغة حول "التقدم" والاكتشافات العبقريّة، التي هي في عمقها ذات منحى تدميري مضاد وساحق للإنسان والروح وكل القيم النبيلة والإنسانيّة.

 هذه الضرورة الوجوديّة للشعر والفنون الأخرى التي تحدَّث عنها أدباء وفلاسفة، بأشكال مختلفة، تظل أكثر إلحاحاً وتماهياً بجوهر الكائن المغيّب في زحام الحياة اليوميّة وضوضاء الدعاية والإعلام والحروب، والمغيّب وراء كل ما هو سطحي وبليد؛ مع غض النظر عن "الوظيفة" والجمهور وحجم النشر، التي لها أسباب تراجعها من جهة. لكن في الضفة الأخرى، يبقى إنجاز القلة والأفراد، والشعر والأدب هو بالضرورة هكذا، هو علامة العافية والصحة الروحيّة حتى لو حمل أقصى سمات العزلة واليأس والخراب، يبقى نوعاً من ملاذ وعلامة تحيل وتدل على العزلة كما على التاريخ والاجتماع.

 

        يخفف من حجم الألم والصدمة

  •  سعاد الكواري (قطر):

 - لم يكن للشعر في زمن ما دور محدد، ولم يكن دور الشاعر أيضاً مصنفاً، وإلا لما استمر عبر الأزمان ينضح بالحيوية ويحلق في السماء دون أن يكون له مكان على خريطة الواقع والمرجو. الشعر هو هذا الهارب من حدود التفاصيل الصغيرة. ودوره يبرز في أنه يتسلل بين أرواحنا دون أن نشعر، ومتى ما حاولنا أن نؤطِّره في أطر وهمية ونخلق له أدواراً نبتكرها حسب أمزجتنا المتقلبة، سوف نفقده أجمل صفاته.

 الشعر والشاعر خارج نطاق التقيد والتأطير. لهذا أتمنى أن يبقى الشعر بعيداً عن نزعاتنا الحياتية المزعجة، يسمو بكل ما دمرته الأدوار المفروضة سلفاً.

 الدور الوحيد للشاعر هو الكتابة. والدور الحقيقي للشعر هو الخلق، ابتكار ما يصعب إحداثه في الواقع لكي يخفف من حجم الألم والصدمة.

 

         نحن أمة شاعرة

  •  محمد حسين هيثم (اليمن):

  هذه الإشكالية لا تخص الشعر العربي فحسب، ولكنها إشكالية الشعر العالمي كله، فأكبر شاعر فرنسي لا يطبع أكثر من ألفي نسخة من ديوانه. بينما الحال في الشعر العربي أفضل، فنحن أمة شاعرة، وشاعر مثل محمود درويش، أو نزار قباني أو عبد الله البردوني، يطبع من ديوانه عدة طبعات تصل إلى عشرات الآلاف. ومع ذلك فالإشكالية عامة، من حيث انسحاب الشعر إلى الظل مقارنة مع الرواية مثلاً. ويمكن تجاوز الإشكالية بتفعيل وسائط نشر الشعر وانتشاره والإفادة من الوسائط الحديثة وتطوير عملية توصيل الشعر والإفادة من الفضائيات، كما يحدث في الشعر النبطي الشعبي الذي يفيد كثيراً من الوسائط المختلفة مثل الأغنية، والـ(سي. دي)، والـ(دي. في. دي)، والكاسيت، وبرامج الفضائيات بل والقنوات الفضائية المتخصصة.

 

        يرطِّب أرواحنا ويلطّف ثقل كائنات الكون

  •  نشمي مهنا (الكويت):

 - الشعر.. كأن تخترع اسماً لجبل..
 الشعر لا يملك معجزة..
 لكنه يبقى منقذنا من الخراب، ومرمّم ما تساقط منّا وفينا أثناء لهاثنا وراء يوميات آلية قاسية. يهدئ عصب ماكينتها الصاخبة، ويرطّب أرواحنا، فنتبادله فيما بيننا لنتداوى به، ونتعافى.

 الشعر يصلحنا مع حياتنا المنسية.
 لذا، وإجابة على سؤالك، أقول إنه باقٍ ما بقي الكلام ضرورة بين كائنين.

لا نتطلب منه معجزة، لكنه يتقنها أحياناً كثيرة ويفاجئنا بها، حينما يلوّن جداريات كوننا الصامت بلهوه الطفولي اللذيذ، ويلطِّف ثقل كائنات هذا الكون. ألم يقترح شاعرنا الكبير عبدالعزيز المقالح اسماً آخر لذاك الجبل الحزين يخفّف بـه قتامتــــه ؟! بــــل، ها أنتم، أيضاً، تولدون، هنا، من "غيمان" آخر تسلل من ورق أبيض ليؤنس الوحشة.

 أما المستوى العلائقي بين النص والقارئ، كما سـألت يا صديقي، فلن أخترع لك مثالاً جديداً، لكني أكرر: على مَنْ تقع مهمة السعي والوصول؟!

 أعلى الأرضي العاشق أن يصعد إلى خضرة جناته؟ أم عـلى الجبل أن يحني حجارته ليهبط إليه؟!
بالطبع إن انحنى غيمان الشعر انكسر ضلع في ذائقة الكون، وهو الذي بالأساس من طبعه العلو والتحليق.

 

        الوضع الأسوأ في ثقافتنا

  •   إيمان مرسال (مصر):

 اعترضت الشاعرة المصرية إيمان مرسال على وجهة الاستطلاع في السؤال، واعتذرت عن عدم المشاركة في الإجابة. لكننا وجدنا في اعتذارها إجابة مهمة على السؤال، فاستأذناها في نشره.

 - "أعتذر بشدة عن المشاركة، لأنني بصراحة لا أعتقد أن لدي كلاماً هاماً فيما يخص هذا الاستطلاع. ولكي أكون صادقة معك أكثر، كوني أتابعك وأتمنى أن نكون على اتصال، فإن انطباعي عن هذا النوع من الأسئلة ليس جيداً؛ فبأي حق نناقش وضع الشعر ومكانته ووظيفته في العالم قبل أن نناقش وضعه في ثقافتنا -وهو الأسوأ؟! ودعني أجرّ السؤال إلى أرض أخرى: كم مجلة أدبية عندنا تنشر الشعر من المحيط إلى الخليج؟ كم مجلة مستقلة عن وزارات الثقافة أو عن إشراف زوجات الرؤساء كأن الثقافة عمل خيري؟ كم مجلة تختص بالشعر ولا يشرف عليها رموز الحرس القديم؟ كم دار نشر تولي للشعر اهتماماً؟ وكيف يتم توزيعه؟ وكم نسخة تتم طباعتها؟ وبأي حق نتحدث عن الشعر في العالم ونحن لا نعرف كم داراً متخصصة في الشعر أو في الشعر المترجم في أمريكا وحدها؟".

 

        علينا التعاطي مع معادلات وسائطية ومفاهيمية جديدة

  •   يوسف رزوقة (تونس):

 - (...) ومع ذلك ، وحده الشاعر – و لا نرى في ذلك إقصاء أو تهميشاً لدور السياسي ونحوه- بإمكانه أن يخوض، بالكلمات وليس بغيرها، حربه المشروعة القادمة: حرب الأعصاب الباردة لإعلان حالة الطوارئ.

 وحده الشاعر، بترسانته المعرفية الكاسحة للألغام و نحوها، مطالب، الآن وغداً و دائماً، بمد كافة الأطراف المتعاقدة، ذات الصلة بالسياق، بخراطيم الحلم الممكن للحياة.

وحده الشاعر، و هذا زمانه، منذور وهو في قلب العاصفة لمهمة النهوض -و إن لغة- بالإنسان أينما كان.

 ووحده الشاعر - و إن عُدَّ "العجلة الخامسة" على الطريق لسيارة السادة الفقهاء من ذوي النفوذ الأقوى – بإمكانه أن يراوح بامتياز في ذات الخانة المكتسبة: أن يظل "عجلة خامسة" لا غنى عنها على الإطلاق، خصوصاً في مثل هذه الحال بعدما اهترأت لفرط الاستعمال كل الأطر الأساسية المعتمدة لسيارة الضمير العالمي، الجديد.  

(…) إن سيارة مزودة بأضواء مضادة للضباب (هكذا قيل لنا) و منطلقة نحو أهدافها المضمرة و المعلنة بسرعة لا يهضمها عقل، و بدخان لا مثيل له، عديم اللون والرائحة.. آن لها أن تفرمل جنونها قليلا، بل كثيراً، و أن توكل مقودها المخملي -وإن لغة- إلى ضمير مستتر تقديره: شاعر/ إنسان لا تأخذه سنة و لا نوم و لا سرنمة.. سائق يمسك بالريح من ضفائرها بقوة و بإمكانه في الآن نفسه أن يتحكم عن بعد في ما يمكن أن يجري من أحداث متسارعة، في هذا العالم.

 .. هل هذا كثير ؟  

.. بل إن هذا -على طموحه- أقل ما يمكن أن يفعله مثقف الخارطة الجديدة، شاعرها.

 

و إلا عُدَّ غير مأسوف على ثقافته (إن وجدت). "عجلة خامسة" لكن بالمفعول الرجعي للكلمتين!

 

ليس بالهين ما نحن بصدده. و ليس ضربا من ضروب المراهقة المتأخرة و إرهاقاتها ما ندعو إليه الآن، هنا .. بل هو -و بمنأى عن يوطوبيا المدينة الفاضلة- محاولة، ولتكن شرسة، لتمكين الكائن في مكانه.

 

أمّا بخصوص حضور الشعر من عدمه، نشراً وتقبلاً، فإن الفضاء الاتصاليّ المعولم يفرض علينا من حيث أننا نعي التعاطي مع معادلات وسائطية ومفاهيمية جديدة، ناجمة كالفضاءات الافتراضية ، النشر الألكتروني، والأقراص الممغنطة، يقابلها جمهور مستهدف تنامى هو الآخر اهتمامه بالنصوص الإبداعية المتعالقة ومن ضمنها خصوصاً النص الشعري.

 

لكن هذا لا يعني أن الطريق سالكة وأنه سيستعاض عن الكتاب بمثل هذه المستجدات. سيظل الكتاب/ النص المرجع الأول والأخير، وإن نأى عنه -إلى حين- قرّاؤه. وتحضرني هنا كلمات لي بعنوان " إلى القرّاء إن وجدوا"، مهّدت بها على سبيل التحذير كتابي " الفراشة والديناميت":

 هذا الكتاب يوصي بنزع فتيله الثاوي هنا بين السطور كما يلي:

 عدم الترفع عنه
وليقرأ – مجاملة لصاحبه الذي أهدى الكتاب على الأقلّ -
من الغلاف إلى الغلاف
بل إنّ تاركه – عزوفاً أو مكابرة -
سيشعر، يوم لا يجدي الشعور،
بأنّه عادى الحروف
فلم يجد في آخر العمر الخصيب عدا الجفاف.
يشار أيضا في الختام:
إذا تبيّن أنّه ضارّ
فيكفي أنّ قارئه تفطّن – وهو ينخله -
إلى ما اندسّ فيه من الفخاخ
وليعلم القرّاء ، إن وجدوا وليس بشرطه أن يوجدوا،
أن لا خسارة للمؤلّف
أن يظلّ كتابه قيد الرّفوف.

 

        نخبوية الأدب هي التي تضيِّق على الشعر  

  • محمد عبدالوهاب الشيباني (اليمن):

 - على مدى يزيد على نصف قرن بدأ الشعر -كتابةً وتلقٍّ- بالتواري قليلاً؛ إذ لم يعد (عربياً) الخطاب المقدس الذي باستطاعته قيادة الجماهير إلى ما شاء إنشاده، بالرغم من أن انتهاكات قاسية بدأت تطال شكله وخطابه – أعني هنا ظهور القصيدة الجديدة والتي راهن عليها الكثيرون لتجديد ماء الشعر.

 التواري أفسح المجال لأشكال أخرى بدأت تأخذ بقناعة المتلقي إلى فضاءات جديدة لم تكن حاضرة بتمثلاتها التقنية الجديدة في مسيرة قراءته وتاريخانيتها، وأعني هنا المسرودات الجديدة (قصص/ رواية/ ترجمة/ كتابة/ مسرح) واستفادة هذه المسرودات من تقانة الصورة، وأحياناً من أحابيل الخشبة، لتتجسد رؤيوياً في الصورة (سينما وتلفاز) وفي الحركة والتجسيد (المسرح). هذا الحال بدأ يشكل وجهتي نظر لا تختلفان من حيث المبدأ في الاعتراف بمأزق الشعر:

 الأولى حادة، تقول بموت الشعر تحت عجلات المسرود وصوره المتعددة. أما الثانية فتراه متوعكاً بسبب عنائه الطويل وتعرضه للكثير من المشاق لوحده على مدى يزيد على ألفٍ ونصف من السنين، وإن التجديدات التي طالته وستطرأ عليه، وحدها الكفيلة بإعادة الروح إليه.

 أعتقد أن نخبوية الأدب عموماً وتكثفه شعراً على وجه الخصوص هي التي كانت تضيِّق كثيراً على الشعر وحصره في الخانات الأكثر ضيقاً. فكان أن التصق به أيضاً قارئ نخبوي له من التعصبات (للشكل واللغة) تماماً مثل تعصبات الشعراء أنفسهم.

 هذا الجمهور، والذي كان يعتقد أن ثمة وظيفة يؤديها الشعر، أقلها جمالية تحافظ على قدسية الإرث، بدأ، تحت انهمارات الحياة المتجددة، يبحث عن إشباع رغباته الذهنية ومعارفه، ليس بواسطة الشعر ومقترباته من الأجناس الأدبية الأخرى، فالبدائل التي تتيحها ثورة الاتصالات وتقانتها، فككت مثل هذه التعصّبات وجعلت من القارئ الجديد قارة شاسعة يمكن لها، أو يمكن له أن يقرأ ما يشبع رغبته من هنا وهناك، من هذا وذاك، من القريب والبعيد، دون أن يتعصب للشكل الذي يوثق الشعراء أنفسهم من جمهور القراءة.