العدد  التاسع - شتاء 2009م

   
 

 ترجمات
 

شذرات من كتاب "إشراقات زنّية"
 للكاتب الهندي أوشو (Osho)  (
لقراءة المقال بصيغة أكروبات)

ترجمة: د. عبد الوهاب المقالح
مترجم
وأديب وأكاديمي من اليمن

 اللا كتراث
Letting Go

Osho - أوشوفي الوجود ليس هناك شخص أعلى ولا شخص أدنى. إن نصل العشب والنجم العظيم هما متساويان كليَّاً...

غير أن الإنسان يريد أن يكون أعلى مما عداه. إنه يود أن يقهر الطبيعة، وبالتالي، عليه أن يصارع على الدوام. كل التعقيدات نجمت عن هذا الصراع.

الشخص البريء هو ذلك الذي تخلّى عن الصراع؛ الذي لم يعد مهتماً بأن يكون أعلى؛ الذي لم يعد مهتماً بأن يُؤدي ويستعرض، بأن يثبت أنه شخص متميز؛ إنه ذلك الذي صار أشبه بوردة أو بقطرة ندى على ورقة اللوتس؛ الذي صار جزءاً من هذه الأبدية؛ الذي ذاب، واتحد وصار واحداً مع المحيط ولم يعد سوى موجة؛ الذي لم يعد لديه أدنى فكرة عن الـ"أنا". اختفاء الـ"أنا" هو البراءة.

التناغم
Harmony

اصغِ لقلبك. تحركْ وفقاً لما يمليه عليك قلبك، أياً كان الرهان.

وتلك هي حالة من البساطة التامة التي تكلفك كل شيء... أن تكون بسيطاً فذلك أمرٌ شاق؛ لأن ذلك قد يكلفك كل ما تملكه. إن عليك أن تضحي بكل شيء كي تكون بسيطاً. وهذا هو السبب في أن الناس اختاروا أن يكونوا معقدين، ونسوا كيف يصيرون بسطاء.

بيد أن القلب البسيط وحده هو الذي يخفق مع الله جنباً إلى جنب. القلب البسيط وحده يغني طرباً بالله في تناغم تام. ولكي تبلغ هذه الحالة فلا بدّ لك أن تعثر على قلبك، أن تعثر على خفقانه الخاص، نبضاته الخاصة.

ذوبان الجليد
Ice-Olation

إننا تعساء، لأننا مغمورون بالذات. ماذا يعني القول بأننا منهمكون في الذات؟ وماذا يحدث بالضبط حين نكون على هذه الحال؟ إنك إما أن تكون في الوجود وإما أن تكون في الذات؛ الجمع بين الحالتين غير ممكن. أن تكون في الذات يعني أن تكون منفصلاً، أن تكون منعزلاً. أن تكون في الذات يعني أن تكون جزيرة. أن تكون في الذات يعني أن ترسم حداً حولك. أن تكون في الذات يعني أن تصنع تمييزاً بين "هذا أنا" و"هذا ليس أنا". التعريف، الحد بين "أنا" و"ليس أنا" هو الذات -الذات تعزل. وهي تجعلك متجمداً- لم تعد تتدفق. إذا كنت تتدفق فإن الذات لا تقدر أن توجد. وهكذا صار الناس أشبه بمكعبات الثلج: لم يعد فيهم أي دفء، لم يعد لديهم أي حب؛ الحب دفء، وهم يخافون من الحب. لو أن الدفء جاء إليهم فإنهم سيشرعون في الذوبان، والحدود ستختفي. في الحب تختفي الحدود. في البهجة أيضاً تختفي الحدود؛ لأن البهجة ليست باردة.